اخبارالاخبار الرئيسية

ما هي الرسالة التي وجهها الحوثي إلى الشعبين الفلسطيني واللبناني بعد اغتيال نصر الله؟

اليمن الجديد نيوز:

تعهد قائد جماعة الحوثي (أنصار الله)، عبد الملك الحوثي، للشعبين الفلسطيني واللبناني بعدم خذلانهما، مؤكداً أن التضحيات، مهما بلغت، لا تعني الاستكانة أو الاستسلام، بل ستكون دافعاً للتوجه نحو التصعيد.

وفي كلمة متلفزة مساء السبت حول اغتيال حسن نصر الله، قال الحوثي: “تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ استشهاد المجاهد الكبير، سماحة الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله”، موجهاً “التعازي الحارة لأسرته الكريمة، ولإخوتنا في حزب الله، وللشعب اللبناني، وكذلك للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، السيد علي خامنئي، والشعب الفلسطيني وأحرار الأمة”.

وأضاف: “نقول للجميع عظم الله أجركم، وأجرنا في هذا المصاب العظيم، الذي هو خسارة على الأمة الإسلامية بكلها، أما شهيدنا العزيز، فهنيئاً له الشهادة، وهذا الختام والقربان إلى الله تعالى بروحه الزكية بعد مسيرة عظيمة من الجهاد في سبيل الله، بذل فيها جهده وعمره وكل طاقته وقدراته لله وفي سبيل الله”.

وأشار الحوثي إلى أن نصر الله “كان نجماً مضيئاً في سماء المجاهدين، ومباركاً موفقاً حاملاً لراية الإسلام، والجهاد، ومجسداً لقيم الإسلام، وأخلاقه، وعزيزاً شامخاً مخلصاً صادقاً وأميناً ووفياً عرفه بذلك العدو والصديق”.

وأكد أن الله “حقق على يديه (نصر الله) وبجهده وجهد رفاقه في حزب الله الإنجازات العظمية، والانتصارات الكبيرة، والنقلات المهمة إلى سماء المجد والعزة”. وأضاف أن “المقام أمام هذا القربان العظيم في سبيل الله، هو مقام الاحتساب والصبر، والغضب على أعداء الله، وأعداء الإنسانية اليهود والصهاينة المجرمين”.

وتابع: “في مقدمة الصابرين والمحتسبين إخوتنا في حزب الله وجمهور المقاومة، الذين يعون جيداً أن مسيرة الجهاد هي أيضاً مسيرة شهادة، وأن التضحيات في سبيل الله هي جزء من الجهاد نفسه، وعطاء عظيم إلى ربنا الله العظيم، كما هي أيضاً شهادة على القيم العظيمة، وعلى المظلومية أيضاً”.

وواصل الحوثي قائلاً: “إن حزب الله، بكل قياداته وكوادره ومجاهديه ومنتسبيه وجمهوره، قد حمل الروحية الإيمانية الحسينية في ميدان الجهاد منذ اليوم الأول، وواجه بها التحديات والصعوبات والمراحل القاسية، والمقام الآن يتطلب السير على خطى الربانيين”.

وشدد الحوثي على أن “أهم وأعظم ما ينبغي القيام به في هذا الظرف الحساس هو السعي لتخييب آمال الأعداء الصهاينة المجرمين، الذين يعولون على جريمتهم الفظيعة في كسر الروح المعنوية وإضعاف جبهة حزب الله، التي تُعد جبهة رائدة ومتصدرة وقوية في مواجهة العدو الصهيوني منذ اليوم الأول لانطلاق مسيرة حزب الله الجهادية”.

وأضاف: “إن الوفاء لشهيد المسلمين والإنسانية، سماحة الأمين العام لحزب الله، رضوان الله عليه، يتجلى في مواصلة المشوار الجهادي بعزم وصبر وثبات، واستعانةٍ بالله وثقةٍ به وتوكلٍ عليه”. مؤكداً أنه “كما خابت آمال الأعداء الصهاينة بعد اغتيال الشهيد المجاهد الكبير إسماعيل هنية، رضوان الله عليه، ستخيب آمالهم في جريمتهم الكبرى باستهداف الشهيد السيد حسن نصر الله”.

وتابع: “مهما كان حجم التضحيات، فذلك لا يعني الاستكانة، بل التوجه نحو التصعيد وتطوير الأداء”. مشيراً إلى أن “نزعة العدو الإسرائيلي الإجرامية والعدوانية لم تختلف، سواء عند استهداف الأمين العام السابق لحزب الله، السيد عباس الموسوي، أو الشيخ راغب حرب، أو القيادات الفلسطينية”.

وتساءل الحوثي: “هل تحققت النتائج التي يأملها؟! هل خلت له الساحة، واستسلم المجاهدون؟! أم أنهم، بعد كل ذلك، قد ازدادوا تصميماً وتفانياً وثباتاً، فحملوا الراية وواصلوا المشوار، وحقق الله على أيديهم الانتصارات تلو الانتصارات؟”

وأشار إلى أن “العدو الإسرائيلي يتحمل وزر جرائمه الكبرى في قتل أبناء وقادة الأمة، لكنه لن يحقق آماله، فزواله في نهاية المطاف حتمي وفق وعد الله”. وأكد الحوثي أن “جبهات الإسناد ومحور الجهاد وراية الإسلام ستبقى وتستمر وترتفع رغم أنف العدو الإسرائيلي”.

وأضاف الحوثي: “ولسنا في هذا المقام بصدد الحديث عن التفاصيل المتعلقة بالترتيبات العملية أو دلالات الموقف، فهذا يأتي في سياق العمل وفي الحديث لاحقاً. إلا أننا نؤكد على ضرورة أن يضطلع الجميع بدورهم، فالمعركة قائمة، والعدو الصهيوني هو عدو للإسلام والمسلمين، ويشكل تهديداً خطيراً على المجتمع البشري بأسره”.

وجدد الحوثي التأكيد على ثبات الموقف اليمني إزاء نصرة فلسطين ولبنان، حيث قال: “لن نخذل الشعبين الفلسطيني واللبناني ورفاق الدرب المجاهدين في لبنان وفلسطين”.

وأعرب عن أمله في أن تكون الجبهة الإعلامية نشطة في هذا الظرف المهم، مشدداً على ضرورة “تكثيف الجهود في التصدي لكل الحملات الشيطانية التي تهدف إلى كسر الروح المعنوية، من قِبَل العدو الصهيوني وعملائه المنافقين”.

واختتم قائلاً: “أؤكد لشهيدنا العزيز ولرفاقه السابقين في فلسطين ولبنان أننا ثابتون وصامدون وصابرون ومحتسبون، وأن دمائهم لن تذهب هدراً. والله حسبنا الله ونعم الوكيل.. نعم المولى ونعم المصير”.

بدوره، أكد المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، في بيان له، أن “عطاء السيد نصر الله وجهاده تتوج بخير ختام، وهو الشهادة في سبيل الله، بعد مسيرة حافلة بالجهاد”.

كما قدم المجلس السياسي “أحر التعازي وخالص المواساة إلى أسرة السيد حسن نصر الله الكريمة، وإلى حزب الله ومجاهديه، والشعب اللبناني والأمة الإسلامية”.

وشدد على أن “العاقبة المحتومة ستكون النصر وزوال العدو الإسرائيلي وكيانه المؤقت”. وأضاف: “مهما بلغت التضحيات، فإن استشهاد السيد القائد حسن نصر الله سيزيد من جذوة التضحية، وحرارة الاندفاع، وقوة العزيمة، وشكيمة الاستمرارية”.

كما أعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، مهدي المشاط، السبت، الحداد لمدة ثلاثة أيام، وتنكيس الأعلام “بعد استشهاد القائد الكبير المجاهد سماحة السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، في عدوان إسرائيلي غادر على ضاحية بيروت الجنوبية”.

من جانبه، تقدم الناطق الرسمي باسم الحوثيين (أنصار الله)، محمد عبد السلام، بأحر التعازي إلى حزب الله في لبنان وحركات التحرر حول العالم، معرباً عن “عظيم المواساة على هذه الخسارة الفادحة برحيل القائد العظيم السيد حسن نصر الله”.

وقال عبد السلام في بيان نشره على حسابه بمنصة “إكس”: “لقد نال الشهيد القائد حسن نصر الله ما تمناه، وهو وسام الشهادة بعد عقود من الزمن، مجاهداً مقداماً قل نظيره في التاريخ المعاصر”.

وأضاف: “ببركة القيادة الحكيمة للشهيد حسن نصر الله، لحقت بـ”إسرائيل” والمستكبرين هزائم متتالية، ودماؤه المقدسة ستكون لعنة تطارد الكيان الصهيوني حتى اقتلاعه”.

وأشار عبد السلام إلى أن “الأمة لم تعرف مع السيد حسن نصر الله إلا الانتصارات، وقد ختم حياته الجهادية بنصر الشهادة”.

وعبّر عن أن “لوعة فراق الشهيد القائد حسن نصر الله لن تفت من عضد إخوانه من بعده، بل ستمنحهم قوة إضافية ليواصلوا طريق المقاومة والجهاد حتى النصر النهائي، وهذا وعد الله ولن يخلف الله وعده”.

وأكد عبد السلام أيضاً أن “استشهاد سماحة السيد القائد حسن نصر الله سيزيد من جذوة التضحية، وحرارة الاندفاع، وقوة العزيمة، وشكيمة الاستمرارية”.

ونعى “حزب الله” اللبناني يوم السبت أمينه العام حسن نصر الله الذي أعلنت “إسرائيل” اغتياله خلال غارات عنيفة استهدفت يوم الجمعة الضاحية الجنوبية في بيروت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى