اخبارالاخبار الرئيسية

خان يونس.. المكان الذي يفضح العمى العالمي

اليمن الجديد نيوز| تقارير| خاص|

من قلب مستشفى ناصر بخان يونس، حيث تختلط رائحة المطهرات بدموع الفقد، وقف الطبيب منير البرش، مدير عام وزارة الصحة بقطاع غزة، يروي قصة لا تكتب بالحبر، بل تسطر بالدم والوجع.

قالها بصوت متهدج: حين تتكلم الجثامين.. يسكت العالم، ثم تابع: 270 جثماناً طاهراً، و45 منها وصلت أمس فقط.

ليست أرقاماً في سجل، بل أرواح كانت تنبض بالأمل، وتحلم بالعودة، بالفرح، بالحياة، لكن آلة القتل الإسرائيلية لا تسأل عن الأحلام، ولا تفرق بين طفل وشيخ، بين امرأة ورضيع.

وأكد البرش أن الجثامين تحمل آثار القتل والتنكيل والحرق والتمزيق الوحشي، مشيراً إلى أن بعض الوجوه أُحرقت عمداً لطمس ملامح أصحابها، في مشهد يفوق الوصف ويعجز عنه البيان.

ليست الإنسانية سوى شعار للتجارة في أروقة المجتمع الدولي، أمام وجوه حرقت ليمحى أثرها، وأجساد مزقت بوحشية، وأحشاء تناثرت كأنها تصرخ: أين الإنسانية؟

وأضاف الدكتور البرش المكلوم على أبناء وطنه:
لم تكن هذه الجثامين صامتة، بل ناطقة بلسان الأرض التي أحبت، والوطن الذي آمنت به حتى آخر نفس.

كيف يجرؤ من يقتل على العبث بما تبقى من إنسانية الضحية؟ وكيف يصمت العالم الذي يتغنى بالعدالة وحقوق الإنسان أمام هذه الجرائم؟

وتابع مدير عام وزارة الصحة في غزة انتقاده للمجتمع الدولي، قائلاً: إن ما يجري يفضح زيف الشعارات العالمية عن العدالة والرحمة، مؤكداً أن هذه الجثامين الطاهرة ستظل شاهداً على الصمت والتواطؤ الدولي، وعلى حضارة تدعي الإنسانية وهي غارقة في العمى الأخلاقي.

وختم البرش تصريحه بالقول: سلام على أرواحهم التي ارتقت، ورحمة على أجسادهم التي عادت إلينا لتروي حكاية العدل الغائب والعالم الأعمى.

في هذا المشهد، لا حاجة للكاميرات، فالعين البشرية لا تحتمل، ولا حاجة للبيانات، فالصمت العالمي أبلغ من كل تصريح.

ستبقى أسئلة الدكتور البرش معلقة، تنتظر من يجيب عنها اليوم أو غداً.

فالأرقام ليست مجرد إحصاء، بل وجع متواصل وستبقى هذه الجثامين الفلسطينية الطاهرة شاهدة على الزيف العالمي، وعلى حضارةٍ تدعي الرحمة وهي غارقة في التواطؤ والصمت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى