برلين تستفز الحوثيين ومصالحها تدخل دائرة الاستهداف
مع تصاعد الانتقادات لـ«التحالف الغربي» بشأن أهدافه الحقيقية في البحر الأحمر، كشفت تطورات جديدة عن تناقض صارخ بين الادعاءات الرسمية بـ«حماية السفن» والسعي لعسكرة هذا الممر المائي الاستراتيجي.
وأبدت ألمانيا إصرارها على عسكرة البحر الأحمر، حيث صوّت البرلمان الألماني خلال اليومين الماضيين على تمديد مشاركة البحرية الألمانية في العملية الأوروبية «أسبيدس» في البحر الأحمر حتى نهاية أكتوبر 2025، وذلك رغم تحذيرات الحوثيين (أنصار الله) المتكررة من استهداف السفن المرتبطة بـ«الدول المعتدية» على اليمن.
وتُبرر برلين قرارها بـ«ضمان أمن الملاحة البحرية»، لكن مراقبين يشككون في هذا الادعاء، لا سيما بعد توقف هجمات الحوثيين (أنصار الله) على السفن الإسرائيلية المرتبطة مباشرةً بأحداث غزة.
ورغم أن المهمة الأوروبية تدّعي حماية السفن التجارية من هجمات الحوثيين (أنصار الله)، كشفت وثائق مسرَّبة سابقة أن الهدف الحقيقي يتمثل في تعزيز الوجود العسكري الغربي في المنطقة واستغلال الأزمة اليمنية لتمرير أجندات جيوسياسية.
ووفقاً لخبراء استراتيجيين في شؤون البحر الأحمر، فإن الحوثيين لم يهاجموا سفناً أوروبية إلا تلك المرتبطة بإسرائيل أو بالتحالف المعادي، معتبرين أن الاتهامات الغربية ليست سوى ذريعة لفرض الهيمنة على أهم ممر مائي في العالم.
وأشار هؤلاء الخبراء إلى أن توقف هجمات الحوثيين (أنصار الله) على السفن الإسرائيلية يؤكد أن الهدف الأساسي كان الضغط لوقف العدوان على غزة، وليس تعطيل الملاحة كما تدّعي الدول الغربية.
ورأوا أن تمديد المشاركة الألمانية في «أسبيدس» يمثل تحدياً مباشراً لتحذيرات الحوثيين، مما قد يُعرّض السفن الألمانية لهجمات مفاجئة، على غرار ما حدث مع السفن الأمريكية والبريطانية.
ويبقى السؤال الذي يلاحق صُنّاع القرار في برلين: هل تستحق المواجهة مع الحوثيين (أنصار الله) خسارة السفن الألمانية وزيادة التوتر العالمي؟ أم أن العقلانية ستفرض نفسها قبل فوات الأوان؟