التحالف في مرمى النار الشعبية.. الريال ينهار والشارع يهدد بالانفجار

اليمن الجديد نيوز | تقارير | خاص|
تعيش المحافظات الواقعة تحت سيطرة حكومة المعترف بها دولياً المدعومة من التحالف السعودي الإماراتي على صفيح ساخن، في ظل انهيار اقتصادي غير مسبوق أشعل موجة غضب شعبي واسعة، وسط دعوات متزايدة للانتفاض ضد ما وصف بالوصاية الخارجية والعبث الحكومي.
الشارع الجنوبي، المرهق بالفقر وانعدام الخدمات الأساسية، لم يعد يحتمل مزيداً من الصمت، فمع كل يوم جديد، تتراجع القدرة الشرائية للمواطن، ويزداد العبء عليه مع ارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية، في وقت تقف فيه الحكومة عاجزة، إن لم تكن متواطئة، بحسب نشطاء محليين.
انهيار الريال.. وارتفاع مجنون في الأسعار
سجل الريال اليمني في مناطق حكومة الشريعة هبوطاً تاريخياً، متجاوزاً 2750 ريالاً للدولار الواحد، فيما ارتفع سعر صرف الريال السعودي إلى 725 ريالاً.
هذه الأرقام الكارثية انعكست بشكل مباشر على أسعار السلع، حيث ارتفع كيس الدقيق إلى 60 ألف ريال، والسكر إلى 130 ألف ريال، بينما بلغ سعر دبة الديزل (20 لتراً) 40 ألف ريال، والبترول 38 ألفاً.
هذا الانفلات الاقتصادي يطال كل بيت، لا رواتب تصرف بشكل منتظم، ولا أفق لحلول قريبة، بينما يتفاقم الضغط على المواطن مع كل زيادة سعرية تفرضها الأسواق المنفلتة، وسط غياب تام لأي رقابة حكومية أو خطة إنقاذ.
مواطنون رهائن في بيوتهم.. الإيجارات بالريال السعودي
حتى السكن لم يعد متاحاً للفقراء، فقد بات من المعتاد أن يطالب مُلاك العقارات بتسديد الإيجارات بالريال السعودي، وهو ما يعني فعلياً مضاعفة العبء على المستأجرين الذين لا يتلقون أجورهم أصلاً أو يتقاضونها بالعملة المنهارة.
وصلت إيجارات بعض الشقق إلى 700 ريال سعودي شهرياً، أي ما يقارب نصف مليون ريال يمني، مع زيادات شهرية غير معلنة بفعل تدهور الصرف.
أزمة معيشية خانقة.. وانفجار وشيك
في تعز وعدن وحضرموت وأبين ولحج، لم يعد الناس يتحدثون عن تحسين الخدمات، بل عن البقاء على قيد الحياة.
الكهرباء مقطوعة، المياه شحيحة، الشوارع تغص بالنفايات، والمدارس والمستشفيات تعمل في ظروف شبه معدومة.
كل هذا يحدث في وقت تتحدث فيه تقارير محلية عن فساد واسع النطاق في مؤسسات الحكومة وغياب أي خطة لاحتواء الكارثة.
التحالف في مرمى الاتهام
مع تدهور الوضع إلى هذا الحد، توجهت أصابع الاتهام مجدداً إلى التحالف السعودي الإماراتي، الذي دخل البلاد قبل سنوات تحت شعار “إنقاذ اليمن”، لكن النتائج، بحسب ناشطين ومراقبين، جاءت على العكس تماماً.
يتهم الناشطون التحالف بتحويل الجنوب إلى منطقة نفوذ غير مستقرة، تنهب فيها الثروات وتترك فيها الخدمات تنهار، فيما تنعم القيادات الموالية له بالامتيازات والدعم.
انتفاضة قيد التشكل
دعوات الانتفاضة والاحتجاج تتصاعد يوماً بعد يوم، منصات التواصل تعج برسائل الغضب والتعبئة، ومظاهرات صغيرة بدأت تتوسع في بعض المناطق رغم القمع.
ويرى مراقبون أن استمرار الانهيار المعيشي بهذا الشكل قد يدفع نحو انفجار شعبي كبير، يعيد خلط الأوراق ويطرح مصير الحكومة المدعومة من التحالف على المحك.
في بلد أنهكته الحرب، لم يعد الجوع صامتاً، ولم تعد المعاناة تخفيها التصريحات الدبلوماسية. الجنوب اليوم، بكل ما يحمله من غضب ووجع، يبدو أقرب ما يكون إلى لحظة الانفجار.