الحوثي يكشف عن تقنيات جديدة “غير مسبوقة في التاريخ” ستفاجئ الأعداء في البر كما في البحر
اليمن الجديد نيوز:
أكد قائد جماعة الحوثي (أنصار الله)، عبد الملك الحوثي، أن “الأعداء سيفاجأون في البر كما تفاجأوا في البحر، بتقنيات جديدة غير مسبوقة في التاريخ، تساعد على التنكيل بهم”.
وفي كلمة له خلال تدشين فعاليات المولد النبوي الشريف يوم الخميس 5 سبتمبر 2024، والتي تناولت آخر تطورات العدوان على غزة، قال الحوثي: “كشعب يمني، نحمد الله أنّ تحركنا على أساس الجهاد في سبيل الله، ونصرة فلسطين وفي مواجهة معلنة وصريحة وواضحة ضد أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا، وقواتنا المسلحة تحركت في عمليات عسكرية جريئة، لضرب العدو بكل ما نتمكن ودون أي قلق، أو أي سقف هابط ونسعى لما هو أكبر بمعونة الله”.
وشدد الحوثي على أن “العمليات اليمنية مستمرة وكل أسبوع له محصلته من القصف الصاروخي والاستهداف للأعداء بالصواريخ الباليستية والمجنحة”.
وتابع قائلاً: “نحن في عمل مستمر، وحقق الله للعمليات في البحار نتائج كبيرة وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط، والأعداء يتحدثون في ما يتعلق بمعركة البحر الأحمر بمفردة الهزيمة مع مفردة الفشل، لعدم قدرتهم على حماية السفن الإسرائيلية”.
وأكد عبد الملك الحوثي أن “شعبنا يسهم جهاداً في سبيل الله بعملياته البحرية، وهو مستمر أيضاً في تطوير قدراته، بما يفاجئ الأعداء، والأعداء سيفاجأون في البر كما فوجئوا في البحر بتقنيات جديدة غير مسبوقة في التاريخ، تساعد على التنكيل بهم بجبروت الله وبأسه”.
واستطرد قائلاً: “منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة كنا نتلهف لو أمكن شعبنا التحرك بمئات الآلاف للالتحام المباشر في المعركة البرية، لكن حالت بيننا وبين المواجهة المباشرة مع العدو الجغرافيا الواسعة لأنظمة عربية، الكثير منها يتواطأ مع العدو الإسرائيلي”.
وتابع: “كنا نتمنى لو يختبرونا، أو هم يكرهونا ويهدفون للتخلص منا، أن يفتحوا لنا الطريق إلى قطاع غزة لكنهم لم يفعلوا ولن يفعلوا”، موضحاً أن “بعض الحكام العرب جعلوا من أنفسهم تروساً يحملها الأمريكي ويتقي بها ما يوجه إلى العدو الإسرائيلي”.
وقال الحوثي: “لن ندّخر جهداً في أن نفعل كل ما نستطيع لنصرة الشعب الفلسطيني وجهاداً في سبيل الله مع ألمنا الدائم وإحساسنا بالتقصير. نحن مستمرون، والرد قادم، وهناك أيضاً مسار مستمر بإذن الله تعالى”.
وأضاف: “لن نخذل الشعب الفلسطيني أبداً ما دام فينا عرق ينبض ووجود للحياة، لأننا مع حياتنا نحمل الإيمان بالله تعالى، وشعبنا العزيز نال بفضل الله تعالى شرف العزة والخلاص من المواقف المذلة والمهينة، ولذلك هو مستمر في انطلاقته الجهادية”.
وتابع الحوثي: “شعبنا حمل راية الجهاد في سبيل الله تعالى، ولذلك نحن مستمرون بكل راحة بال واطمئنان كنعمة عظيمة من الله تعالى”.
وعبر عن أسفه قائلاً: “من المؤسف أن يتفرج العرب على جرائم القتل في فلسطين، وانتهاك الأعراض، وحرق المصاحف، وتدمير المساجد، وتجويع الملايين دون اتخاذ موقف”.
وأشار إلى أن “الخسارة في القيم والأخلاق والمبادئ والالتزامات الإيمانية، هي خسارة فادحة وخطيرة جداً في علاقة الناس بالله تعالى”. وأكد أن “الأمة الإسلامية إذا فقدت الروح الجهادية، تفقد عزتها وشجاعتها، وتفقد استقلالها وحريتها. كما أن فقدان الروح الجهادية يعني أن الأمة ذلت وهانت وضعفت وانكسرت وجبنت، وهذا يُطمع الأعداء فيها”.
وجدد الحوثي التأكيد على أن “تنصل أبناء الأمة عن أي موقف في سبيل الله لمناصرة الشعب الفلسطيني هو حالة ذلة وجبن وخوف”. وأضاف: “الحالة المؤسفة في واقع أمتنا أن اليهود، الذين ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة، باتوا يستأسدون على أبناء أمتنا”.
وأردف قائلاً: “إذا تنصلت الأمة عن مسؤولياتها المقدسة والمهمة، فهي ستخسر التأييد والمعونة والنصر من الله، وبفقدان الروحية الجهادية، لم يعد للأمة حافز للبناء وإعداد القوة، ويصبح الضعف ثقافة سائدة والاستسلام والخنوع سلوكاً عاماً”.
وأشار الحوثي إلى أن “بعض البلدان والأنظمة تعمل على استرضاء العدو، وتقديم التنازلات، ودفع الجزية له، والسعي لأن تحظى بحمايته في مقابل التعاون معه ضد أمتها”، موضحاً أن “مهما قدّمت تلك الأنظمة من خدمات كبيرة، فإن العدو عندما يقرر الاستغناء عنها لن يقدّرهم لما فعلوه له”.
وواصل حديثه قائلاً: “من أكبر الفضائح تجاه ما يحصل في فلسطين، الفضيحة الكبرى للتكفيريين الذين يحوّلون بوصلة العداء، حيث لا يفعّلون عنوان الجهاد إلا لتدمير الأمة من الداخل، ولإثارة الفتن تحت العناوين المذهبية والطائفية لخدمة العدو”.
وتساءل الحوثي: “أين هو جهاد التكفيريين؟ وأين هو الاستشهاد؟ وأين هم الانتحاريون؟ لماذا لا ينفذون عملياتهم ضد الصهاينة اليهود؟ تلاشى كل شيء!”.
وأضاف: “ما أسوأ أن يتحول واقع شعب أو بلد إلى أن تُسخّر فيه الجهود والطاقات والإمكانات والقدرات والثروة، لخدمة عدو مجرم وظالم”، مؤكداً أن “العدو الإسرائيلي عدو واضح وصريح في عدائه للإسلام والمسلمين، ولا التباس في أمره”.
وشدد الحوثي على أن “عنوان الجهاد لابد من إحيائه، وسيمثل الحل الحقيقي لزوال العدو الصهيوني. وزوال العدو حتمي، والرهانات الأخرى خاسرة”.
وأشاد قائد أنصار الله بـ”المجاهدين في قطاع غزة الذين يجاهدون في سبيل الله باستبسال وثبات وتفانٍ رغم إمكانياتهم البسيطة”، مؤكداً أن “مستوى تماسك وثبات المجاهدين في غزة لا تستطيعه جيوش كبيرة من جيوش أنظمة عربية اتجهت اتجاهاً آخر، فلو هبّت عليها هبّة أمريكية أو إسرائيلية واحدة لكادت بعضها أن تتلاشى، وأن تنهار في غضون أسابيع، إن لم يكن في غضون أيام”.
وأشار إلى أن “واقع العدو الإسرائيلي يشهد عليه بالفشل بالرغم من الجبروت والظلم والعدوان الغاشم والإبادة الجماعية”، مضيفاً: “العدو الإسرائيلي، بما هو عليه من إجرام وعنجهية وتدمير شامل، يكشف عن جبنه وخوره وضعفه”.
وأكد الحوثي أنه “لو حظي صمود الشعب الفلسطيني بالدعم والمساندة من أمته، لكان الموقف متقدماً أكثر، لكن ما يحدث في فلسطين هو اختبار مهم لأمتنا، ويكشف واقع كل شعوبها، وكل أنظمتها، وكل نخبها العلمائية والأكاديمية”.
واختتم كلمته بالقول: “لا نسمح أبداً بأي جباية مالية إجبارية من أجل خدمة مناسبة المولد النبوي، وأي حالة تحصل هي مخالفة، وقد تكون في سياق ابتزاز من المنفلتين والطامعين أو من المشوهين الذين لا صلة لهم بمناسبة المولد النبوي، لا من قريبٍ ولا من بعيد”.