في ذكرى “طوفان الأقصى”.. الحوثي يعلن إطلاق أكثر من ألف صاروخ وطائرة مسيّرة ويكشف عن نجاحات العمليات العسكرية ضد “إسرائيل”
اليمن الجديد نيوز:
أكد قائد جماعة الحوثي (أنصار الله) عبد الملك الحوثي استمرار العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة، والتي تنفذها قوات حكومة صنعاء منذ بدء معركة “طوفان الأقصى”. وأوضح أن هذه العمليات نجحت في منع “إسرائيل” من الملاحة في البحر الأحمر وبحر العرب، مشيراً إلى تطوير قدرات عسكرية متقدمة، بما في ذلك صاروخ “فلسطين 2” والطائرة المسيّرة “يافا” التي تستهدف عمق كيان الاحتلال الإسرائيلي. كما شدد على أن الجهود مستمرة لتعزيز القدرات وتطوير الأداء لزيادة فعالية هذه العمليات.
وفي كلمته المتلفزة بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لعملية “طوفان الأقصى”، أشار الحوثي إلى أن “جبهة الإسناد في اليمن تحركت بفاعلية منذ اليوم الأول لمعركة طوفان الأقصى، من خلال عمليات جادة وقوية”. وبيّن أن “أبرز نتائج هذه العمليات تمثلت في منع العدو الإسرائيلي من الملاحة في البحر الأحمر، خليج عدن، باب المندب، وبحر العرب”.
وأضاف أن “العمليات اليمنية استهدفت العدو الإسرائيلي داخل فلسطين المحتلة، واستهدفت أيضاً السفن المرتبطة به في المحيط الهندي وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط”. وأكد أن العمليات بلغت مرحلتها الخامسة، مع تطوير القدرات العسكرية، مثل تصنيع صاروخ “فلسطين 2” والطائرة المسيّرة “يافا” التي تصل إلى عمق كيان العدو، وتستهدف يافا (تل أبيب) المحتلة.
كما أكد الحوثي أن “الجهود في جبهة اليمن تتواصل لتعزيز القدرات وتطويرها وتحسين مستوى الأداء وزيادة العمليات بشكل أكبر”. وأشار إلى أن التفاعل الشعبي في اليمن كان غير مسبوق ولا مثيل له في العالم الإسلامي، حيث خرجت مظاهرات ومسيرات مليونية على مدار العام بشكل مستمر، مما لم يسبق له مثيل في اليمن تجاه أي قضية أخرى.
وجدد الحوثي التأكيد على أن اليمن مستمر في موقفه “المبدئي والإنساني والديني”، لنصرة الشعب الفلسطيني ومجاهديه في قطاع غزة وفلسطين بشكل عام، إلى جانب “إخوتنا في لبنان ومجاهدي حزب الله، ومع الجمهورية الإسلامية في إيران، وإخوتنا في العراق، وكل أحرار الأمة”.
وشدد الحوثي على أن “مسؤولية الجميع هي الوقوف ضد العدو الإسرائيلي عدو الأمة، الذي لا يدعمه أو يقف معه إلا من هو مجرم وفاسد ومستبيح للدماء والحرمات”.
وأضاف أن “القوات المسلحة اليمنية أطلقت خلال العام أكثر من ألف صاروخ وطائرة مسيّرة، واستهدفت 193 سفينة مرتبطة بالعدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني، كما أسقطت 11 طائرة مسيّرة أمريكية من نوع “إم كيو 9”. وأكد أن “جبهتنا العسكرية مستمرة مع تطوير القدرات لمواجهة العدو الإسرائيلي”.
وتابع الحوثي: “نحن ثابتون في موقفنا الذي نعدّه جهاداً في سبيل الله وحملاً لراية الإسلام، ونؤمن إيماناً قاطعاً ويقينياً بأن وعد الله سيتحقق في زوال العدو الإسرائيلي”.
وبخصوص العدوان العسكري على اليمن، أوضح الحوثي أن “القصف الجوي والبحري للأعداء بلغ 774 عملية، ما أدى إلى استشهاد 82 شخصاً وإصابة 340 آخرين”. وأكد أن “مهما بلغت التضحيات، فإن اليمن لن يتراجع عن موقفه الثابت والمبدئي”.
وأشار الحوثي قائلاً: “نحن نواجه الأعداء ونتصدى لهم، ونضرب سفنهم وبارجاتهم وحاملات طائراتهم، ولن نتردد في مواصلة هذه العمليات وفعل كل ما نستطيع”. وأضاف أن “الأعداء يحاولون الضغط على اليمن اقتصادياً وإنسانياً، لكن الشعب اليمني يظل صامداً رغم حجم المعاناة”.
وفي ما يخص الحرب الإعلامية، أوضح الحوثي أن “الأعداء يواصلون حملاتهم الدعائية الزائفة، لكن الشعب اليمني يتمتع بوعي عالٍ وبصيرة ثاقبة، ولا تؤثر فيه الأكاذيب”.
وخاطب الحوثي الإخوة في حماس وكتائب القسام وحركة الجهاد الإسلامي وسرايا القدس، قائلاً: “نحن إلى جانبكم، وشعبنا هو سند لكم، وسيتحرك معكم بكل ما يستطيع، وعندما توجهون الدعوة لإحياء الذكرى السنوية الأولى لعملية طوفان الأقصى، سيخرج الشعب اليمني في مظاهرات مليونية يوم الإثنين، استجابة لدعوتكم، في مشهد لا مثيل له في العالم”.
وفي كلمته، أكد قائد جماعة أنصار الله (الحوثيين) عبد الملك الحوثي، أن “عملية طوفان الأقصى كانت ضرورة أمام كل العدوان والهمجية والإجرام الإسرائيلي، والمظلومية للشعب الفلسطيني، وصنعت تحولاً في مسار القضية الفلسطينية”.
وأوضح الحوثي أن “هذه العملية تأتي في إطار الحق المشروع الذي يمتلكه الشعب الفلسطيني لمواجهة العدو المحتل، الذي لا يمتلك أي مشروعية لا في احتلاله ولا في ظلمه وارتكابه للجرائم”.
وأشار إلى أن “طوفان الأقصى هو عمل فلسطيني بطولي يستند إلى الحق بكل الاعتبارات، كنتيجة طبيعية لحرب عدوانية وإجرامية على الشعب الفلسطيني في أرضه”، معتبراً “الطوفان نتيجة طبيعية لحرب عدوانية طوال 105 سنوات من الاحتلال ونهب الأرض والقتل والإبادة الجماعية والتهجير والاعتداء على المقدسات”.
وقال الحوثي: “مشهد عملية السابع من أكتوبر رهيب لا يمكن أن يمحى من الذاكرة الإسرائيلية، لأنه وجه ضربة هزت الغطرسة الإسرائيلية”، مؤكداً أن “الأمريكي تحرك فور العملية، ومعه البريطاني ودول غربية لتدارك حالة الانهيار وحالة الاهتزاز الكبير جداً للكيان الإسرائيلي، بل إن الدور الأمريكي أخذ راية العدوان والإجرام وتحرك بكل ثقله بالدعم والمشاركة والمساندة”.
وأوضح أن “عملية طوفان الأقصى أعادت للقضية الفلسطينية حضورها إلى صدارة الاهتمام العالمي، بعد أن حاول الآخرون أن يغيبوها من المشهد، وفرملت وأوقفت المسار الذي كان يقوده من يسمون أنفسهم بالمطبعين في مسار الموالين لإسرائيل”.
ولفت إلى أن “الموالين لإسرائيل لم يكتفوا بمسار الانحراف والخيانة والعمالة، بل كانوا يعملون على أن يتجه الجميع معهم لنفس الاتجاه”، مؤكداً أن “الدول الموالية لإسرائيل اتجهت لتحريف الخطاب الديني وتزويره بما ينسجم تماماً مع توجهات الأعداء”.
وأفاد الحوثي بأن “طوفان الأقصى أعاد الأمة إلى مربع الموقف والتحرك والجهاد في سبيل الله تعالى، وإعادة الاشتباك والمواجهة مع العدو، وفرزت واقع الأمة بجلاء ليتبين من هو الصادق ومن الكاذب في نصرة القضية الفلسطينية”.
وتابع الحوثي: “30 عاماً من الإجرام البريطاني والعصابات اليهودية التي جلبها البريطاني لفلسطين، و75 عاماً من السيطرة والاحتلال والإجرام الصهيوني”، مؤكداً أن “طوفان الأقصى امتداد طبيعي لحالة المقاومة والصمود الفلسطيني، والانتفاضتين الأولى والثانية بعد الإخفاقات العربية والتخلي العربي عن فلسطين منذ الاتفاقات المذلة”.
ولفت الحوثي إلى أن “العدو الإسرائيلي سعى خلال السنوات الأخيرة، وبدعم غربي واسع وتآمر وتواطؤ عربي، لتنفيذ مخطط خطير لتغييب القضية الفلسطينية وإماتتها كلياً”، مبيناً أن “العالم الغربي اتجه لسوق الخونة من منافقي الأمة لاتفاقية ذل وانبطاح وارتداد تحت مسمى التطبيع”.
ومضى الحوثي قائلاً: “كان يراد لفلسطين أن تتمزق وأن تطمس قضيتها، فيما يحقق كيان العدو أهدافه بدون حتى أن يدفع أو يخسر مقابل ذلك أي ثمن”، مؤكداً أن “فصائل المقاومة وصلت إلى حتمية المواجهة، وطوفان الأقصى حقق نجاحات كبيرة، ولا ينكرها إلا الخونة والمتصهينون”.
وأشار الحوثي إلى أن “العدو الإسرائيلي عقب عملية طوفان الأقصى كاد أن يغرق تماماً وينهار كلياً لولا محاولات الإنقاذ الغربية والعربية، وبعد طوفان الأقصى عادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة، ومخططات العدو الإسرائيلي وداعميه فشلت واتضحت بشكل كامل”.
وجدد قائد جماعة أنصار الله التأكيد على أن “طوفان الأقصى أعاد الحياة لثقافة الجهاد في سبيل الله في أوساط الأمة، وبدون أي ضعف أو استسلام مهما كانت التضحيات”. وأشار إلى أن هذه العملية أنهت حروب العدو الإسرائيلي الخاطفة، وأدخلته في معمعة حروب الاستنزاف والمواجهة الطويلة، مما أدى إلى إرهاق العدو وداعميه.
وحذر الحوثي من “أطماع العدو الإسرائيلي التي لا تقف أبداً عند فلسطين، بل تمتد إلى بقية العرب والدول المجاورة لفلسطين برغبة السيطرة على المنطقة”. وأكد أن “أطماع العدو الإسرائيلي ليست سرديات أو روايات، بل هي مشاريع ماثلة يجري العمل عليها على الأرض وتتوفر لها إمكانات ضخمة”.
وقال: “القادة الصهاينة يتبجحون بأطماعهم وسط حالة من التخاذل والهروب العربي من الواقع”، مشيراً إلى أنه كان ينبغي أن تُحرك خطوة المجرم الصهيوني سموتيرتش بحق الأردن النظام الأردني وتثير حفيظته، وتُحرك قادة الأنظمة العربية الذين يتبجحون بالعروبة.
وأكد الحوثي أن “الأعداء يعملون على تغيير موازين القوى في المنطقة لصالح العدو الإسرائيلي، وتهدف جهودهم إلى القضاء على حركات المقاومة الفلسطينية في غزة ومشروع الدولة الفلسطينية”. وأوضح أن الأعداء يسعون للسيطرة على عدة أنظمة عربية وتجنيدها لخدمة العدو الصهيوني.
وأضاف: “تحت عنوان المواجهة لإيران، يهدف الأعداء لضمان بقاء العدو الإسرائيلي قوة عسكرية مهيمنة في المنطقة، وإعادة تشكيل الحدود”. وأكد أن “الأعداء يستغلون الانقسامات الداخلية في العالم العربي لبعثرة الشعوب وتفكيكها، مما يوصلها إلى أدنى مستوى من الضعف”.
كما أشار الحوثي إلى أن “الأعداء يسعون لإعادة هيكلة التحالفات الدولية وتعزيز علاقات إسرائيل مع القوى العالمية الكبرى، مما يمنح العدو نفوذاً استراتيجياً عالمياً”. وعبر عن أسفه لأن “بعض الدول العربية تنفق المليارات من الدولارات في إلهاء الشعوب وإشغالها عن ما يجري”.
واعتبر الحوثي أن “ما يسمى بالإرهاب الإعلامي، وتوجيه الاتهامات، والتثبيط، والتهويل هي من الوسائل التي يعتمد عليها الأعداء في احتواء أي تحرك لنصرة الشعب الفلسطيني”. وأكد أن “السعودية لا تزال تغازل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، بالرغم مما حدث في غزة”.
وأوضح أن “بعض الأنظمة العربية تعمل وكأنها جماعة ضغط في الغرب لتسريع وتيرة التسليح للعدو الإسرائيلي”، في حين يبقى “الزوال المحتوم للعدو الإسرائيلي من الثوابت الدينية والتاريخية والكونية”.
ولفت إلى أن “التغيرات الكبيرة في المنطقة، ونمو حركات الجهاد والمقاومة، تزيد من هواجس الزوال لدى الصهاينة”، مشيراً إلى أن “الصهاينة لجأوا إلى مستوى رهيب من الإجرام بغزة، في محاولة للهروب من واقع زوالهم المحتوم”.
كما عرج الحوثي على “ثبات حزب الله ومجاهديه”، مؤكداً أن “ثبات أقدام مجاهدي حزب الله أرسخ من الجبال”. وأوضح أن “أبطال مجاهدي حزب الله يواصلون استهداف المواقع والمراكز العسكرية للعدو الإسرائيلي”.
وأفاد بأن “عملية طوفان الأقصى لها أهمية كبيرة وتأثيرات ونتائج، وقد وجهت ضربة كبيرة وقاسية جداً للعدو الإسرائيلي”. وأكد أن “العدو الإسرائيلي يعتمد في عدوانه على تكتيك الإبادة الجماعية والتدمير الشامل ثم الاغتيال للقادة، مستخدماً جميع وسائل القتل والتدمير”.
وأكد الحوثي أن “العدو الإسرائيلي يسعى إلى طمس معالم الإسلام ويعادي المقدسات، وما يقوله عن مكة والمدينة والحج معروف في كتبهم وتصريحاتهم”، مشيراً إلى أن “الأبواق الإعلامية الموالية لإسرائيل تتحدث دائماً بما يخدم العدو”.
وأضاف أن “المنطقة العربية والعالم الإسلامي لم تشهد تحديات ومخاطر كما يستهدف الشعب الفلسطيني”، موضحاً أن “حتمية الزوال لهذا العدو ستتحقق”.
وتابع الحوثي تأكيده على أن “مهما ارتكب العدو الإسرائيلي من جرائم إبادة واستهدافات واغتيالات، فلن يصل إلى النتيجة التي يريدها”، مشدداً على أن “هذه الجرائم لن تغير المآل الحتمي الذي يتجه إليه، وهو الهاوية والزوال المحتوم”. وأكد أن “جرائم الإبادة بالقتل والتجويع والحصار ليست إنجازاً عسكرياً، بل ما يقدمه المجاهدون في غزة من ثبات يعتبر إنجازاً فعلياً”.
وأشار الحوثي إلى أن “العدو الإسرائيلي صُدِم عندما رأى مجاهدي حزب الله يظهرون بمزيد من الثبات والاستبسال والصمود مما عرفهم سابقاً”. لافتاً إلى أن “من أهم المميزات لهذه الجولة في الصراع مع العدو الإسرائيلي على مدى عام كامل هي جبهات الإسناد في لبنان والعراق واليمن”.
وأوضح أن “جبهات الإسناد تتجه نحو التصعيد بشكل متزايد ضد العدو الإسرائيلي، وتسعى لتطوير قدراتها في التصدي له وإسناد الشعب الفلسطيني ومجاهديه”. وأكد أن “من بركات هذه العملية هو أننا نرى في ساحة الأمة هذه الجبهات الثابتة الوفية المستمرة التي تتجه نحو التصعيد بشكل متزايد أكثر وأكثر”.
وتحدث الحوثي عن “تطورات معركة طوفان الأقصى، وما يحدث اليوم من مواجهة مباشرة بين الجمهورية الإسلامية في إيران والعدو الإسرائيلي”.
وأوضح أن “الجمهورية الإسلامية كانت وما تزال داعمة للشعب الفلسطيني ومجاهديه ومجاهدي لبنان على المستويات العسكرية والسياسية والإعلامية والمالية”، مؤكداً أن “إيران تدعم جبهات الإسناد وتقف معها، وصولاً إلى الاشتباك المباشر مع العدو الإسرائيلي”.
وتابع الحوثي قائلاً: “التوجه الطامع لدى العدو الصهيوني متجه إلى العرب قبل غيرهم، لكن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقوم بواجبها الإسلامي بطريقة متميزة”. مبيناً أن “الأمريكي والإسرائيلي استخفوا ببعض العرب عندما وصفوا قضيتهم بأنها إيرانية، ووصل استخفافهم إلى السماح للإسرائيلي باحتلال أرضهم ومصادرة حريتهم واستقلالهم، وإن وقفوا ضد العدو، فهم إيرانيون وعملاء لإيران”.
وأبرز الحوثي أن “المنطق الأمريكي والإسرائيلي هو احتقار للعرب، وتصويرهم بأنهم لا شأن لهم بأنفسهم وبقضاياهم وأرضهم، حتى لا يُتهموا بأنهم عملاء لإيران”. مؤكداً أن “الجمهورية الإسلامية، منذ بداية ثورتها وحتى اليوم، وقفت مع المسلمين لأداء واجبها المقدس في القضايا الإسلامية، وعلى رأسها قضية فلسطين، ودخلت في مواجهة مباشرة مع العدو الإسرائيلي”.
كما أكد الحوثي أن “جبهة الإسناد في العراق تتجه نحو تصعيد مستمر”، مشيراً إلى أن “العدو الإسرائيلي اعترف أخيراً بالقتلى والجرحى من جنوده نتيجة لتلك الضربات”.