إسرائيل تمهد لاستهداف الإعلاميين الحوثيين
تزداد مخاوف إسرائيل بشكل ملحوظ مع تنامي قدرات القوات المسلحة اليمنية في صنعاء، حيث باتت هذه القوة تشكل تهديداً غير تقليدي يهدد الكيان الإسرائيلي بشكل غير مسبوق.
وتعتبر تل أبيب أن تصاعد القوة العسكرية في اليمن، بقيادة الحوثيين (أنصار الله)، لا يقتصر على تهديدات محدودة أو عمليات عسكرية عادية، بل يشكل تحدياً استراتيجياً في ظل استعداد القوات اليمنية لتنفيذ عمليات بعيدة المدى باستخدام أسلحة متطورة كالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
وفي هذا السياق حذر الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، عاموس يدلين، من أن تهديد القوات اليمنية على “إسرائيل” يشكل خطراً يتجاوز حدود الردع التقليدي، مشيراً إلى أن التصدي لهذا التهديد يتطلب أكثر من مجرد أهداف عسكرية محدودة.
وأضاف في تصريح للإعلام العبري مثيرة، أن “إسرائيل” إذا اختارت الردع ووقف إطلاق النار كهدف رئيسي، فإنه لابد من تنفيذ جهد طويل الأمد لإسقاط النظام في صنعاء.
وأشار إلى أن هذه الخطوة يجب أن تكون جزءاً من استراتيجية شاملة تتضمن حملة واسعة ضد وسائل الإعلام اليمنية، بهدف إضعافها والنيل من الإعلاميين الموالين للحوثيين (أنصار الله).
واستمراراً لتجاوز الخطوط الحمراء قال رئيس استخبارات الكيان الإسرائيلي السابق: إن أي ضرر قد يلحق بالبنية التحتية الإعلامية والكوادر الإعلامية للحوثيين (أنصار الله) يمكن تبريره دولياً إذا تم تقديمهم كقادة حرب معلومات تابعين لمنظمة إرهابية.
واعتبر أن تهديد “إسرائيل” بالنسبة للحوثيين ليس مجرد شعار، بل هو عقيدة دينية جهادية مدعومة بخطة عمل تنفيذية مستمرة.
وطالب عاموس يدلين، قيادات كيانه إلى ضرورة تقييم استراتيجية الردع بشكل مستمر، محذراً من فشلها كما حدث في 7 أكتوبر.
في ظل التصعيد المستمر، يبدو أن أي انغماس لإسرائيل في الصراع مع صنعاء لن يكون في مصلحتها، بل قد يجرها إلى أتون مواجهة مفتوحة تكلفها أثماناً باهظة، قد لا يمس فقط أمنها المباشر، بل قد يهدد بقاءها ككيان في المنطقة.
اليوم قوات صنعاء، باتت تتمتع بقدرات عسكرية متطورة، قد تشكل تهديداً طويل الأمد لا يمكن تجاهله، وقد تؤدي أي مغامرة إسرائيلية إلى تدهور استراتيجي خطير، والخيار الأفضل لإسرائيل قد يكون الابتعاد عن التصعيد المباشر والبحث عن حلول سياسية تُجنبها الوقوع في فخ الصراع الذي قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في ميزان القوى في المنطقة.