اخبارالاخبار الرئيسيةتقارير وتحليلات

قرار أمريكي يطرد المنظمات الإنسانية ويوسّع دائرة المجاعة في اليمن

أثار قرار إدارج الحوثيين (أنصار الله) بقائمة الإرهاب من قبل الولايات المتحدة جدلاً واسعاً، وسط مخاوف من تداعياته السلبية على الوضع الإنساني والاقتصادي في اليمن، فضلاً عن تأثيره على عمل المنظمات الدولية والحكومات المعنية بالصراع.

لن تقتصر تداعيات القرار على تضرر الحوثيين (أنصار الله)، بل ستمتد لتطال الشعب اليمني، إذ يقتصر التصنيف على تجميد أي أصول مالية أو موارد مملوكة للحوثيين داخل الولايات المتحدة أو تلك التي تمر عبر النظام المالي الأمريكي.

كما يُحظر على أي فرد أو كيان أمريكي التعامل مع الجماعة أو تقديم دعم مادي أو تمويل لها، بالإضافة إلى ذلك، يفرض القرار حظراً على سفر أفراد الجماعة إلى الولايات المتحدة.

ومن المعروف أن الحوثيين (أنصار الله) لم يزوروا الولايات المتحدة أو يمتلكوا أرصدة مالية في البنوك الأمريكية، مما يؤكد أن التداعيات ستنعكس بشكل رئيسي على الشعب اليمني.

يشير قانونيون إلى أن هذا القرار قد يؤدي إلى تعميق الأزمة الإنسانية في اليمن، حيث يواجه أكثر من 21 مليون يمني احتياجات إنسانية ماسة، تجميد الموارد وصعوبة التمويل قد يزيد من معاناة الشعب، خاصة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون (أنصار الله)، والتي تعاني بالفعل من نقص في الغذاء والدواء والخدمات الأساسية.

ويرى محامون أن القرار قد يعقّد عمل المنظمات الدولية التي تقدم المساعدات الإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة صنعاء.

وأوضحوا أن المنظمات قد تضطر إلى الحصول على تراخيص أو استثناءات خاصة من الحكومة الأمريكية لتجنب المساءلة القانونية، مما يعيق سرعة إيصال المساعدات، وحذروا من أن هذه الإجراءات قد تعطل الجهود الإنسانية وتزيد من حدة الأزمة في اليمن.

أما بخصوص انعكاسات القرار على الأطراف الإقليمية والدولية، فيشير خبراء قانونيون إلى أن القرار قد يعزز التعاون بين الولايات المتحدة وحلفائها، خاصة السعودية والإمارات، في مواجهة الحوثيين (أنصار الله).

من جانب آخر، يضع القرار الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وحلفاءها في موقف معقد. فمن جهة، يُشكل التصنيف ضغوطاً على الحوثيين (أنصار الله)، لكنه من جهة أخرى يُهدد بتعطيل المفاوضات السياسية التي تحتاج إلى مساحات للتواصل بين الأطراف.

يبدو أن إدراج الحوثيين (أنصار الله) ضمن قائمة الإرهاب يضع اليمن أمام معادلة معقدة ستكون لها عواقب وخيمة على المستوى الإنساني والإقليمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى