الورقة الأخيرة لواشنطن: إجبار عُمان على تعاون عسكري مع السعودية ضد الحوثيين!
في خضم تصاعد غير مسبوق للتوتر الدبلوماسي، تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً لإجبار السعودية على العودة إلى ساحة الحرب في اليمن ضد جماعة الحوثيين (أنصار الله)، فيما تُواجه سلطنة عُمان اتهاماتٍ بتمويل الأنشطة العسكرية للجماعة وتهريب أسلحة متطورة إليها، وفقاً لتصريحات مُتفجرة أدلى بها عضو الكونغرس الأمريكي جو ويلسون.
وقال عضو الكونغرس جو ويلسون – على صفحته بمنصة إكس– إن السعودية تُعتبر شريكاً وثيقاً وصديقاً عظيماً للولايات المتحدة، داعياً إلى تعاونٍ ثلاثي مع الإمارات لتوحيد صفوف ما أسماه “جيش يمني موحد” بهدف هزيمة الحوثيين (أنصار الله).
وأشار إلى أن واشنطن تُراهن على دور الرياض العسكري لـ”إعادة الاستقرار” في اليمن، متجاهلاً الدمار الذي خلفه تدخل التحالف العسكري بقيادة السعودية والإمارات مطلع العام 2015 والمستمر حتى اليوم وتدهور الاقتصاد إلى مستوى غير مسبوق.
وهاجم ويلسون سلطنة عُمان واصفاً سياستها تجاه صنعاء بـ”الخطر”، ومطالباً إياها بـ إغلاق مكاتب الحوثيين (أنصار الله) في أراضيها، ووقف عمليات غسل الأموال المزعومة لصالحهم، وتعزيز إغلاق الحدود لمنع تهريب الأسلحة لصنعاء.
ووصف ويلسون، خطوات عُمان الدبلوماسية نحو الحوثيين بـ”الاحتضان غير المقبول”، في إشارةٍ إلى وساطة مسقط بين الأطراف اليمنية.
تُعتبر هذه التصريحات جزءاً من استراتيجية أمريكية مُتكررة لـ”كيل الاتهامات” ضد الدول المحايدة في الملف اليمني، وفق مراقبين، بهدف إجبارها على تغيير سياساتها وتبني المواقف الأمريكية.
إضافة إلى ذلك تُستخدم الاتهامات كـ”ورقة ضغط” لثني مسقط عن دورها الوسيط، الذي يُعتبر مفتاحاً لأي حل تفاوضي.
قد تؤدي هذه التصريحات إلى توتراتٍ جديدة في علاقات الخليج، خاصة مع حرص دول عربية على إبقاء قنوات اتصال مفتوحة مع صنعاء الأمر الذي سيكون له تأثير على الاستقرار الإقليمي.
وحول هذه الاتهامات الخطيرة ذكر موقع الخليج أونلاين نقلاً عن محلل سياسي أن الخطاب الأمريكي يفتقر إلى أدلة ملموسة، ويُكرّس سياسة الإملاءات بدلاً من الحلول.
وفي وقتٍ تُنكر فيه عُمان الاتهامات الأمريكية جملةً وتفصيلاً، يبقى السؤال: هل تُنجح واشنطن في جرّ الرياض إلى مواجهاتٍ قد تعيد اليمن إلى المربع الصفر؟ أم أن اللعبة السياسية هذه المرة ستُنتج مفاجآتٍ غير متوقَّعة؟