اخبارالاخبار الرئيسيةتقارير وتحليلات

الصندوق الأسود في جدة.. ماذا تخفي السعودية وراء مليارات اليمن المختفية؟

اليمن الجديد نيوز| تقرير| خاص
منذ اندلاع الحرب في اليمن عام 2015، لم تقتصر تداعياتها على الدمار المادي والبشري، بل امتدت إلى الاقتصاد، حيث أصبح الانهيار المالي أحد أبرز ملامح المشهد اليمني.

ففي ظل تدخل التحالف السعودي الإماراتي، لم تفلح الوعود بـ”دعم الشعب اليمني” في منع تدهور العملة المحلية، بل تفاقمت الأزمة حتى باتت تُهدد الملايين بالجوع والفقر.

قبل اندلاع الحرب، كان سعر صرف الريال اليمني 240 ريالاً للدولار، و57 ريالاً للريال السعودي، لكن بعد عقد من “حرب الاستنزاف”، تحول الانهيار الاقتصادي إلى سمة رئيسية تحت حكم التحالف، حيث تجاوز سعر الدولار 2222 ريالاً يمنياً، والريال السعودي 582 ريالاً، وفق آخر البيانات.

تكشف الأرقام المُعلنة عن احتكار ممنهج تمارسه السعودية ضد الاقتصاد اليمني، عبر احتجاز 14 مليار دولار من عائدات النفط اليمني الخام في البنك الأهلي بجدة، وهي أموال لو سُلمت للبنك المركزي في صنعاء – وفقاً لتعهد الحوثيين، لتمكنت من حل جُملة أزمات أبرزها سداد مرتبات الموظفين في كل المحافظات اليمنية، ووقف الانهيار الحاد للعملة المحلية ،وإعادة بناء البنى التحتية المُدمرة، وإنقاذ ملايين اليمنيين من خطر المجاعة.

تُكذب سياسات التحالف المالية شعاراته المُعلنة عن “دعم الشعب اليمني”، ففي الوقت الذي تُبرر فيه السعودية حربها بـ”استعادة الشرعية”، تُحول عائدات ثروات اليمن إلى خزائنها، بينما تُلامس نسبة الفقر 80% من السكان، وتنهار الخدمات الأساسية من كهرباء ومستشفيات، في مشهدٍ يلخِّص التناقض الصارخ بين الخطاب الإعلامي للتحالف وممارساته الفعلية.

يؤكد خبراء اقتصاد دوليون أن عائدات النفط اليمني ملك حصري للشعب اليمني، وأن احتجاز السعودية لها يُعد انتهاكاً للقانون الدولي، خاصةً في ظل استخدامها كورقة ضغط لتمرير أجندات سياسية.

وأشاروا إلى أن السعودية تُنفذ حرباً اقتصادية موازية للحرب العسكرية، عبر تحويل اليمن إلى دولة مُستورِدة حتى من السلع الأساسية، بينما تُصدر هي النفط اليمني كـ “غنيمة حرب”.

المأساة اليمنية لا تعكس فقط فشل التحالف السعودي الإماراتي في تحقيق غايته، بل تكشف مفارقة مأساوية تحت يافطة “حماية اليمن” وهي تُدمره اقتصادياً ومعيشياً!

يبقى السؤال الأبرز: كم من الوقت سينتظر العالم لوقف هذه العبثية؟ وكيف تُبرر دول التحالف تحميل اليمنيين فاتورة حرب هم ضحاياها الأولون؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى