الرياض وواشنطن تضعان خطة حرب جديدة على صنعاء
اليمن الجديد نيوز| تقرير| خاص
في خطوة تعيد للأذهان سياسات ترامب المثيرة للجدل، تبدو الإدارة الأمريكية الحالية عازمة على استنساخ السيناريو ذاته الذي حول اليمن إلى سوق لتصريف الأسلحة خلال ولايته الأولى، حيث تُسرع واشنطن خطواتها لإشعال الحرب مجدداً عبر ضخ أسلحة متطورة للسعودية، في صفقات تكرس مأساة اليمنيين وتغذي نيران الصراع تحت ذريعة “مواجهة النفوذ الإيراني”، بينما تحقق شركات السلاح الأمريكية أرباحاً قياسية من دماء الضحايا.
وفي هذا السياق عقد وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، والسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، اجتماع مع وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغيست، ومسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، ناقشوا خلالها ملفات الأزمة اليمنية، وسبل مواجهة ما يصفوه بالنفوذ الإيراني، ونزع سلاح الحوثيين (أنصار الله)، وفقاً لوسائل إعلام دولية.
ووعد وزير الدفاع الأمريكي نظيره السعودي بالتزام واشنطن بالعمل مع الشركاء الدوليين للقضاء على قدرات جماعة الحوثيين (أنصار الله) التي قال إنها تهدد أمن الملاحة الدولية.
تشير التحليلات أن الاجتماع الذي عقد في مبنى البنتاغون بواشنطن، لم يتطرق إلى العمل في إرساء السلام في اليمن خلاف تصريحات ترامب بإنهاء الحروب في الشرق الأوسط والحفاظ على الهدوء.
ما تعمله الإدارة الأمريكية هو استنساخ سيناريو عهد ترامب بولايته الأولى، الذي حول اليمن إلى ساحة لتصريف الأسلحة عبر صفقات بمليارات الدولارات وشفط الخزينة السعودية.
ويرى المتابعون أن الاجتماع يكشف نية واشنطن والرياض، تصعيد الضربات الجوية ضد صنعاء وإعادة المعارك في الجبهات، تحت ذريعة حماية الملاحة الدولية وتحجيم قدرات الحوثيين (أنصار الله) العسكرية والحد من النفوذ الإيراني بينما قد يكون انتقام من حكومة صنعاء نتيجة موقفها العسكري الداعم لقطاع غزة.
هناك مفارقة صادمة تمثلت في غياب أي تمثيل لحكومة عدن المعترف بها دولياً وهو ما وصفه مراقبون بأنه “استهتار غير مسبوق” بشركاء التحالف، وتحويلهم إلى مجرد أدوات تنفيذ بلا قرار أو رأي، في إشارة إلى تهميش المجلس الرئاسي الذي يقوده رشاد العليمي.
إذن قد تعيد واشنطن إشعال الحرب في اليمن لإنعاش تجارة السلاح وتحقيقها مع الرياض أجندة مزدوجة من خلال التصعيد العسكري لكن يبقى السؤال هل ستنحصر المعركة هذه المرة في الداخل اليمني ام ستتدحرج كرة النار لتشمل المنطقة؟
