اخبارالاخبار الرئيسية

دراسة دولية: أبوظبي تنهب ذهب حضرموت منذ عقود

اليمن الجديد نيوز| تقرير |

كشف تقرير حديث صادر عن “معهد أطلس للشؤون الدولية” أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقوم باستخراج الذهب من اليمن منذ أكثر من عقدين، مشيراً إلى أن هذا النشاط شهد تصاعداً ملحوظاً عقب انخراط الإمارات في الحرب التي قادتها السعودية في اليمن منذ مارس 2015.

وذكر التقرير، الذي نُشر على الموقع الرسمي للمعهد يوم الإثنين، أن ذهب اليمن يمثل أحد الدوافع الأساسية لمشاركة الإمارات في هذا البلد الذي أنهكته الحرب، موضحاً أن أبو ظبي انتهجت مساراً مستقلاً في تحالفها مع السعودية، وظهر ذلك جلياً في دعمها لتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي عام 2017، رغم كونه فصيلاً محسوباً على الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي.

وأشار التقرير إلى أن الإمارات، وعلى خلاف السعودية التي ركزت استراتيجيتها على مواجهة الحوثيين (أنصار الله)، تبنت أجندة أوسع تضمنت تعزيز نفوذها في البحر الأحمر وتأمين طرق التجارة نحو القرن الإفريقي، بالإضافة إلى السعي وراء الموارد الطبيعية، وعلى رأسها الذهب.

مناجم الذهب ومواقع النفوذ

ولفت التقرير إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً يسيطر على مساحات واسعة من جنوب اليمن، حيث تتركز بعض أنقى رواسب الذهب في البلاد.

ومن بين هذه المواقع، يبرز منجم “وادي ميدان” في حضرموت التابع لشركة “ثاني دبي للتعدين”، والذي يُقدر بأنه يحتوي على 7.3 أطنان من الذهب المؤكد و28.9 طناً من الذهب المُستنتج.

وأشار التقرير إلى أن الإمارات بدأت بتولي العمليات الأمنية في محيط مدينة المكلا عام 2016، في خطوة تعكس اهتمامها الاستراتيجي بهذه المناطق الغنية بالموارد.

كما أُجريت تحقيقات حكومية في فرص التعدين في عدن وحضرموت، رغم تعثر بعض المناجم، مثل منجم “الحريقة” التابع لشركة كانتكس الكندية، بسبب ظروف النزاع.

وأضاف التقرير أن بحلول عام 2022، لم يكن هناك سوى ثلاثة مناجم ذهب نشطة في اليمن، يسيطر اثنان منها على الأقل على شركة إماراتية، ما يعكس مدى تشابك المصالح الاقتصادية للإمارات مع قطاع المعادن الثمينة في اليمن.

الإمارات وعاصمة الذهب

وسلط التقرير الضوء على دور الإمارات كمركز رئيسي لتصدير الذهب اليمني، مشيراً إلى أن صادرات الذهب من اليمن إلى الإمارات بلغت ذروتها عام 2017 بقيمة 374 مليون دولار.

ورغم بعض التذبذبات، حافظت الإمارات على مكانتها كوجهة تصدير رئيسية، في ظل تدفق مستمر للذهب من اليمن والسودان بمتوسط سنوي يصل إلى 173 مليون دولار.

السلام والذهب

واختتم المعهد تقريره بالإشارة إلى أن الإمارات، التي كانت تنظر إليها في بداية الحرب كمصدر محتمل للسلام في اليمن، ترتبط مشاركتها بشكل وثيق بمصالح اقتصادية استراتيجية، على رأسها الثروات المعدنية.

وشدد التقرير على أن أي حل سياسي دائم للصراع اليمني لن يكتمل دون إشراك الأطراف الإقليمية الفاعلة، وعلى رأسها الإمارات، سواء في مفاوضات السلام أو في جهود إعادة الإعمار.

النهب بدأ قبل الحرب

والجدير بالذكر أن طموح الإمارات في الاستحواذ على ذهب اليمن لم يبدأ مع اندلاع الحرب في عام 2015، بل يعود إلى فترة ما قبلها، وتحديداً خلال عهد نظام الرئيس الأسبق علي صالح الذي منحها ترخيص استكشاف عام 2004 في وادي مدن حضرموت.

وبدأت الإمارات في تنفيذ مشروع استخراج الذهب في اليمن بشكل غير معلن، مستغلة ضعف الرقابة والفساد وغياب الشفافية، إلا أن خلافات سياسية داخلية دفعت أحزاب المعارضة إلى كشف الأمر في عام 2010، ما اضطر النظام حينها إلى الإعلان رسمياً، وتحت ضغط سياسي، عن مشروع منجم ذهب في محافظة حضرموت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى