البحر الأحمر يحترق: كواليس المواجهة التي تهز هيبة البحرية الأمريكية

اليمن الجديد نيوز| متابعات |
سلّط موقع “تاسك أند بيربس” الأمريكي، المتخصص في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، الضوء على أزمة متفاقمة تواجه البحرية الأمريكية، تتمثل في التآكل السريع وغير المسبوق لمخزونها الصاروخي نتيجة للعمليات الجارية في البحر الأحمر، وسط تصاعد الهجمات التي ينفذها الحوثيون (أنصار الله).
ووفقاً للتقرير، فإن البحرية الأمريكية تخوض حالياً أطول حملة قتالية بحرية مستمرة منذ الحرب العالمية الثانية، في بيئة عمليات توصف بأنها من الأكثر تعقيداً وكثافة منذ عقود.
ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى طبيعة التهديدات الجديدة، حيث أن غالبية الصواريخ اليمنية الحديثة لم تكن ضمن الخبرة القتالية المباشرة للبحرية الأمريكية، باستثناء بعض الطرازات القديمة.
التقرير أوضح أن الفترة ما بين أكتوبر 2023 ويناير 2025 شهدت أشد موجة من الاشتباكات البحرية، حيث استخدمت القوات الأمريكية قرابة 400 صاروخ ضد أهداف يمنية، إلى جانب أكثر من 160 قذيفة مدفعية من عيار 5 بوصات، استُخدمت بشكل أساسي لاعتراض الطائرات المسيّرة والتهديدات القريبة ذات الكلفة المنخفضة.
كما كشف التقرير عن خلل واضح في قدرة البحرية الأمريكية على تحمل حروب الاستنزاف الطويلة، وهو ما وصفه خبراء عسكريون بأنه “واقع مقلق”.
ونقل الموقع عن القائد المتقاعد برايان كلارك قوله إن “الكلفة كانت ضخمة”، مشيراً إلى أن البحرية واجهت نمطاً غير معتاد من الحروب تميز بكثافة نيران عالية وأساليب غير تقليدية، ما يمثل تحولاً كبيراً عن النمط الذي اعتادت عليه واشنطن.
وفي ظل هذا الواقع، بدأت البحرية الأمريكية مراجعة استراتيجياتها الدفاعية، بعدما اتضح أن الاعتماد المفرط على الصواريخ في بيئة تهديد عالية الكثافة مثل البحر الأحمر قد يهدد قدرتها على الاستمرار في العمليات.
ولهذا، تتجه القوات الأمريكية تدريجياً إلى إعادة استخدام المدفعية والأسلحة التقليدية، كحل عملي في مواجهة الهجمات المنخفضة الكلفة وعالية الوتيرة.
ويعد هذا التقرير بمثابة اعتراف نادر من واشنطن بحجم التحدي العسكري الذي تفرضه الهجمات اليمنية، ويظهر كيف أن عمليات صنعاء الجوية والبحرية باتت تربك واحدة من أقوى القوات البحرية في العالم، في منطقة تُعد من أكثر ممرات الملاحة الدولية أهمية وحساسية.