صنعاء تطوق إسرائيل: ماذا يحدث تحت الأرض؟

اليمن الجديد نيوز| متابعات |
أكد محللون ومسؤولون عسكريون إسرائيليون على أن التهديد اليمني المتصاعد تجاه كيان الاحتلال لم يتراجع، بل ازداد رسوخاً، مشيرين إلى أن الضربات الأمريكية الجوية المكثفة أخفقت في تقويض قدرات القوات المسلحة اليمنية أو ردعها عن مواصلة الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة.
وفي تقرير نشره موقع “والا” العبري، وصف العميد احتياط يوفال أيالون، الحوثيين (أنصار الله)، بأنهم ليسوا مجرد “تنظيم إرهابي”، بل جيش حقيقي يمتلك بنية تحتية عسكرية راسخة ومترامية، ويعمل وفق منظومة قتالية معقدة ومنظمة على الأرض وتحتها.
وأضاف أيالون: كما فعل حزب الله والمقاومة الفلسطينية، فهم أدركوا ضرورة توزيع مراكز القوة على نطاق واسع لمواجهة التفوق الجوي والبحري للعدو، وباتوا يمتلكون قدرات إنتاج عسكرية مستقلة من خلال مكونات تُنقل إليهم من حلفائهم.
وأكد أن واشنطن استثمرت خلال الشهرين الماضيين موارد ضخمة في قصف مراكز صنعاء، غير أن تآكل القوة اليمنية ليس مسألة سريعة أو مضمونة، بل تحتاج إلى وقت طويل وجهد متعدد الأطراف.
15 دقيقة تكفي للوصول إلى تل أبيب
من جهته، كشف العميد دورون جافيش، القائد السابق لمنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي، في حديث لإذاعة “103FM” العبرية، أن الصواريخ الباليستية اليمنية باتت قادرة على الوصول إلى “إسرائيل” خلال 15 دقيقة فقط، بسرعة تصل إلى 6 آلاف كيلومتر في الساعة.
وأشار جافيش إلى أن اليمن يمتلك ما يكفي من الصواريخ لمواصلة الهجمات، داعياً المستوطنين إلى الالتزام الصارم بتعليمات الجبهة الداخلية واللجوء إلى الملاجئ عند إطلاق الإنذارات، التي باتت إدارة جيش الاحتلال تفكر بتمديد فترتها الزمنية، كما ذكرت صحيفة “معاريف.
وأفادت الإذاعة العبرية أن النقاشات داخل المؤسسة الأمنية تتركز حول توسيع نطاق المناطق التي تُفعل فيها صافرات الإنذار، بعد أن أصبح واضحاً أن الترسانة الباليستية اليمنية لا تزال تضم عشرات الصواريخ.
القصف الأمريكي ليس كافياً… والتحالف بحاجة للتوسع
في السياق ذاته، رأى نائب رئيس جامعة تل أبيب، إيال زيسر، أن الضربات الجوية الأمريكية فشلت في إضعاف الحوثيين (أنصار الله) مؤكداً أن إسقاطهم يتطلب تحالفاً إقليمياً واسعاً يضم واشنطن وتل أبيب وعدداً من حلفاء الخليج.
وأضاف زيسر في مقاله بموقع “GNS” العبري أن الدعم لتحالف الفصائل الموالية للإمارات والسعودية داخل اليمن يجب أن يتكثف، إذ لا يمكن للولايات المتحدة وإسرائيل وحدهما إنهاء هذا التهديد.
الحرب مستمرة
تخوض قوات صنعاء، منذ أواخر أكتوبر 2023، مواجهة مفتوحة ضد الكيان الإسرائيلي، نصرة لغزة في مواجهة عدوان غير مسبوق.
وبرغم ما يزيد عن 1500 غارة أمريكية وبريطانية وإسرائيلية استهدفت صنعاء ومناطق يمنية أخرى، لم تفلح تلك الهجمات في تغيير موقف اليمنيين بالتخلي عن قطاع غزة أو وقف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة نحو الأراضي المحتلة.
باتت صنعاء تفرض معادلة جديدة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، مغلقة الممرات أمام الملاحة الإسرائيلية، في وقت تستمر فيه بتطوير منظومتها العسكرية، في مشهد يعكس تحولاً استراتيجياً لموازين الردع في المنطقة.