حاملة طائرات أمريكية تظل الطريق!

اليمن الجديد نيوز| أخبار |
كشفت مجلة فورين بوليسي الأمريكية فشل الحملة العسكرية التي تقودها إدارة ترامب ضد اليمن، والتي دخلت أسبوعها السادس دون تحقيق أهدافها المعلنة وعلى رأسها تأمين الملاحة وإعادة فرض الردع.
وأكد التقرير أن العملية، التي تسربت تفاصيلها عبر محادثة في تطبيق “سيغنال” حضرها صحفي بطريق الخطأ، لم تثمر عن أي نتائج ملموسة، بل أسفرت عن ركود واضح في حركة الشحن عبر البحر الأحمر وقناة السويس، في وقت واصلت فيه قوات صنعاء هجماتها على السفن الأمريكية والإسرائيلية بوتيرة مرتفعة ودون مؤشرات على التراجع.
ورغم تجاوز التكلفة المالية للحملة حاجز المليار دولار، فإن إدارة ترامب لم تنجح في تقليص فعالية الهجمات اليمنية، في ظل استمرار استنزاف الذخائر الأمريكية عالية الدقة، والتي يرى الخبراء أنها بالغة الأهمية في حال نشوب صراع محتمل مع الصين، خصوصاً مع انخفاض مخزونات الذخائر الجوية بعيدة المدى.
وانتقد التقرير الغياب شبه التام للشفافية في إدارة الحملة، حيث لم تعقد أي إحاطات رسمية، بينما اكتفت القيادة المركزية الأمريكية بنشر مقاطع دعائية على وسائل التواصل تهاجم الحوثيون، من دون تقديم بيانات حقيقية حول الأهداف والنتائج.
كما قلل محللون عسكريون من تأثير مشاركة حاملتي طائرات أمريكيتين في الحملة، مشيرين إلى أن إصرار صنعاء على توسيع نطاق عملياتها ضد المصالح الأمريكية والإسرائيلية، خاصة في الهجمات الأخيرة على قاعدة رامون وطائرات MQ-9، شكل تحدياً مباشراً للوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.
وتساءل الخبير البحري أليسيو باتالانو عن جدوى الحملة، معتبراً أنها غير فعالة إذا كان الهدف حماية حرية الملاحة، كما انتقد سحب الموارد من منطقة المحيطين الهندي والهادئ في وقت تصنف فيه تلك المنطقة كأولوية استراتيجية أمريكية.
وبحسب التقرير، فإن الأزمة الاقتصادية العالمية المتفاقمة بفعل السياسات الأمريكية، ومن ضمنها الحرب التجارية التي يديرها ترامب، خفضت من أهمية إعادة فتح ممرات الشحن، حيث تراجعت أسعار سفن الحاويات عالمياً ولم تعد الشركات ترى في باب المندب ممراً ملحاً كما في السابق.
وأضاف أن قوات صنعاء نجحت في استخدام موقعها الاستراتيجي عند باب المندب بذكاء، ما فرض ضغطاً مباشراً على إسرائيل وحلفائها، ودفع الولايات المتحدة وبريطانيا إلى إرسال قطع بحرية دون أن تحقق هذه التحركات أي نتائج، إذ لا تزال أسعار التأمين مرتفعة وحركة الشحن متراجعة.
واختمت المجلة تقريرها بالإشارة إلى أن إدارة ترامب تسعى لتسجيل انتصار عسكري في اليمن يعوض إخفاقات سابقتها، إلا أن الواقع الميداني والسياسي يكشف عن فشل جديد في قراءة تعقيدات المشهد الإقليمي.