اخبارالاخبار الرئيسية

ليلة البحث عن ناجية يمنية

اليمن الجديد نيوز| خاص |

تتفنن واشنطن بجرائمها المزدوجة في اليمن، وتبدد هدوء المساء في صنعاء بغاراتها الجوية.

ها هي ترتكب جريمة جديدة، مساء السبت، باستهداف منزل مدني مجاور للمستشفى اللبناني في العاصمة اليمنية، اعتداء آثم على منزل مواطن، وإرعاب للمرضى الآمنين في أسرة الشفاء.

تحت أقدام هذا الزوج المنكوب تتساقط شعارات الإنسانية التي تغنت بها زوراً الأنظمة الغربية وعلى رأسها أمريكا، وهو يبحث وسط الركام عن زوجته، بعد أن نجا طفله الصغير من الموت.

أما أم الزوجة، فتراقب المشهد بقلب مرتجف، تبتهل إلى الله أن تنجو ابنتها من الموت المدفون تحت الحجارة.

الطفل يبكي وينادي أباه بالصعود من بين الركام الذي يقف عليه، وصديقه يحثه على الانتظار حتى تصل فرق الدفاع المدني لإزالة الأنقاض.

مشهد يلخص وحشية الهيمنة الأمريكية بحق مواطن يمني بسيط، ليس قيادياً حوثياً ولا عسكرياً كما يحاول البعض تبرير الجرائم الأمريكية، وحتى وإن كان كذلك، فهو في النهاية يمني أولًا وأخيراً.

مشهد يجرد ما تبقى من إنسانية لدى أبناء جلدتنا الذين يبررون للأمريكي هذا الجُرم السافر.

ما حدث هو جانب من جريمة العدوان الأمريكي على حي 14 أكتوبر بمديرية السبعين في العاصمة صنعاء، مساء من مساءات صنعاء الكثيرة التي تذبحها غارات القوات الأمريكية كل يوم.

لا لشيء، بل لأنها رفضت أن تصمت على وجع غزة.

هذا هو أصل الحكاية، مهما حاول المتجردون من إنسانيتهم خلط الأوراق بروائح الطائفية النتنة وعفن المناطقية.

هذه الجرائم ليست سوى محاولة لكسر الإرادة، لكنها لن تفلح بإذن الله، كما لم تفلح في فلسطين، وكما لم تفلح في العراق وأفغانستان.
لأن الحقيقة التي لا يريدون الاعتراف بها هي أن القنابل تقتل الأجساد، لكنها لا تقتل الروح.

بين أنقاض صنعاء، يبحث رجل عن زوجته، وفي شوارع غزة، يحمل أب بقايا جسد طفله، والعالم يشاهد.
لكن الفرق الوحيد أن التاريخ لا ينسى.. والعدالة، مهما تأخرت، قادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى