فضيحة جديدة للأردن ترفع أسهم صنعاء دولياً

اليمن الجديد نيوز | تقارير | خاص
تتساقط الأقنعة تباعاً عن مواقف بعض الأنظمة تجاه القضية الفلسطينية، إذ كشفت تقارير موثقة عن فرض السلطات الأردنية رسوماً مرتفعة على عمليات إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وهو ما أثار جدلاً واسعاً واعتُبر فضيحة أخلاقية تمس جوهر العمل الإنساني في لحظة من أشد لحظات المعاناة في القطاع المحاصر.
فبينما كان العالم ينتظر من الدول العربية أن تقدّم كل ما في وسعها لمساندة غزة، برزت أنباء عن تسعير عمليات الإغاثة الجوية، وكأنها تجارة عابرة للأزمات.
الرسوم التي فرضتها عمّان بلغت 200 ألف دولار لكل عملية إسقاط عشوائي للمساعدات، و400 ألف دولار للعملية الموجهة بدقة، رغم أن حمولة الطائرات لا تصل حتى لنصف ما تحمله شاحنة واحدة.
كما أن معظم المساعدات التي تنسب علناً للأردن مصدرها في الحقيقة حكومات أجنبية ومنظمات دولية، بينما تبقى مساهمة الدولة الأردنية المباشرة ضئيلة.
وقد أبلغت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية المنظمات الإنسانية بأن تلك الرسوم تحول مباشرة إلى الجيش الأردني.
في المقابل، ووسط هذا المشهد المحبط، واصلت صنعاء تصدرها للموقف الأخلاقي رغم كل التحديات والخسائر.
لم تكتفِ بإعلان التضامن أو إرسال المساعدات، بل تحركت عسكرياً في وجه السفن الإسرائيلية والأمريكية، وضربت عمق الكيان الإسرائيلي عشرات المرات، وتحملت ضربات متكررة من التحالف الغربي، من دون أن تغير موقفها أو تخفف من وتيرة دعمها.
على العكس، كلما اشتد العدوان على غزة، ازدادت العمليات اليمنية واشتد خطابها السياسي المؤازر للمقاومة.
المقارنة بين الطرفين باتت جلية للرأي العام، صنعاء، المحاصرة والمرهقة اقتصادياً، تضحي وتواجه وتحصد احترامًا عربيًا ودولياً متزايداً.
بينما عمّان، التي تمتلك استقراراً نسبياً ودعماً دولياً واسعاً، تستثمر في الإغاثة وتحول المأساة إلى مصدر دخل وتوسيع للبنية اللوجستية.
وقد ساهمت هذه المفارقة في رفع أسهم صنعاء على المستوى الشعبي العربي، ووضعت الأردن أمام تساؤلات حرجة حول دورها الإنساني والسياسي.
في ظل هذه الحقائق، يبدو أن التاريخ يعيد ترتيب الصفوف، من يقف في جبهة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي بصدق، ومن يتخفى خلف شعارات التضامن وهو يربح من الألم؟ ومع تعاظم العدوان على غزة، ستبقى المواقف الأخلاقية هي المعيار الحقيقي في ميزان الشعوب وضمير التاريخ.