انكشاف السر وراء تراجع واشنطن عن قصف صنعاء

اليمن الجديد نيوز| متابعات |
يواصل الإعلام الأمريكي تسليط الضوء على مغامرة إدارة ترامب في الهجمات الأخيرة على اليمن، قبل أن تعود وتسلك طريق الاتفاقات الدبلوماسية لإنقاذ صورة القوات الأمريكية من مأزق التصعيد العسكري غير المحسوب.
وتتوالى التحليلات داخل الصحف والمجلات الأمريكية حول الدوافع الحقيقية لقرار واشنطن تنفيذ ضربات جوية في اليمن، دون تفويض دستوري واضح، ودون تحقيق نتائج استراتيجية ملموسة.
وفي هذا السياق كشفت مجلة Jacobin الأمريكية اليسارية اليوم الثلاثاء،في تقرير تحليلي جديد، أن الحملة العسكرية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد اليمن، كانت منذ بدايتها غير دستورية وعديمة الجدوى، مشيرة إلى أن دوافع الحملة ونتائجها تؤكد أنها لم تحقق سوى المزيد من التورط الأمريكي في صراع لا طائل منه، دون إنجاز الأهداف المعلنة.
ووفقاً للمجلة، فقد بدأت إدارة ترامب عمليات القصف بهدف معلن يتمثل في ردع جماعة الحوثيين (أنصار الله)، عن استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، وهو البند الذي وصفته المجلة بـ”التفصيل الحاسم” الذي لم يدرج أصلاً في أي اتفاق واضح لوقف إطلاق النار لاحقاً، مما زاد من ضبابية مبررات التصعيد العسكري.
وأوضحت المجلة أن اللافت في تطور الأحداث هو أن الحوثيين (أنصار الله) لم يهاجموا السفن الأمريكية إلا بعد أن باشرت إدارة ترامب تنفيذ ضربات عسكرية على اليمن، ما يظهر، بحسب التقرير، أن الخطوة الأمريكية لم تكن ردعاً بقدر ما كانت استفزازاً أدى إلى توسع دائرة الاستهداف، وتحول الجماعة اليمنية إلى مهاجمة القوات والسفن الأمريكية مباشرة.
وأشارت جايكوبن، إلى أن النتيجة الوحيدة التي خرج بها ترامب من هذا التصعيد، لم تكن سوى محاولة إخراج نفسه والولايات المتحدة من المأزق الذي وضعهما فيه، وذلك دون أن ينجح في تحقيق الهدف الرئيسي للتدخل العسكري وهو وقف الهجمات على إسرائيل.
وخلص التقرير إلى أن حملة ترامب ضد اليمن لم تكن مجرد خطأ تكتيكي، بل سلوك سياسي يجسد فشلًا في فهم طبيعة الصراع في البحر الأحمر، وخلطاً بين التحالفات الإقليمية وأولويات الأمن القومي الأمريكي، بعيداً عن الأطر القانونية والدستورية التي يفترض أن تحكم قرارات الحرب.