اخبارالاخبار الرئيسيةتقارير وتحليلات

سوريا الجديدة: طرد الفلسطينيين مقابل استثمارات أمريكية؟

اليمن الجديد نيوز| تقارير |

تظهر التطورات الأخيرة في الساحة السورية تحولاً جوهرياً في موقع دمشق من القضية الفلسطينية، حيث كانت في السابق أحد أبرز الداعمين التاريخيين لفصائل المقاومة، ومأوى رئيسي لقياداتها، لتصبح اليوم، ساحة مطاردة وتضييق، نتيجة الإملاءات الأمريكية المباشرة.

تصريحات البيت الأبيض التي نقلتها وكالة “رويترز”، والتي تفيد بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعا “الشرع” إلى الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام، وترحيل من وصفهم بـ”الإرهابيين الفلسطينيين”، تعكس تغيراً خطيراً في بوصلة النظام السوري.

والأكثر إثارة للقلق، ما ورد عن استعداد “الشرع” لاستقطاب استثمارات أمريكية في قطاعات حيوية كالنفط والغاز، مقابل إعلان ترامب رفع العقوبات من وسط العاصمة السعودية الرياض في مشهد جمع بين رأسين في صفقة محرمة.

إن إطلاق اسم “الشرع” على الحاكم السوري الجديد في هذا السياق يشير إلى إعادة صياغة رمزية للسلطة في دمشق، حيث لم يعد يُنظر إليه كطرف مواجه أو رافض للهيمنة الغربية والإسرائيلية، بل كشريك محتمل في خارطة جديدة ترسمها واشنطن وتل أبيب للمنطقة.

ثمن التبدل

هذا الانقلاب في التوجهات يطرح تساؤلات مؤلمة حول مستقبل الجولان المحتل، والموقف السوري الرسمي من توسع المشروع الإسرائيلي، خاصة أن مخطط “إسرائيل الكبرى” لم يعد مجرد وهم في الأدبيات الصهيونية، بل مساراً فعلياً مدعوماً بقبول إقليمي ضمني أو صريح.

وبينما تدخل دمشق نفق التطبيع والتفاهمات الأمنية، تتقدم “إسرائيل” خطوة تلو الأخرى في مشروعها التوسعي، وقد لا تجد من يوقفها عن التهام مزيد من الأراضي السورية في ظل هذا الاصطفاف الجديد.

صنعاء: ثبات رغم الحصار

في المقابل، وعلى الضفة الأخرى من المعادلة، تبرز صنعاء كطرف لم يتخل عن القضية الفلسطينية، بل دفع ويواصل دفع أثماناً فادحة مقابل موقفه هذا، فالمقاطعة، والحصار، والهجمات العسكرية، لم تغير من خطاب صنعاء أو تحييدها عن موقفها المبدئي الداعم للمقاومة، في وقت باتت فيه كثير من العواصم تتسابق نحو التطبيع العلني.

خلاصة: مفترق طريق تاريخي

نحن أمام مشهد يعكس مفترقاً حاداً في المسار العربي، حيث تتحول دمشق من رمز للممانعة إلى طرف قابل للتماهي مع صفقة القرن واتفاقيات أبراهام، بينما تستمر صنعاء – رغم كل الجراح – في حمل لواء الدعم للفلسطينيين.

هذه المفارقة قد تعيد رسم التحالفات، وتكشف بوضوح من يقف مع قضايا الأمة ومقاومتها، ومن بات جزءاً من خارطة إعادة تشكيل الشرق الأوسط على الطريقة الأمريكية – الإسرائيلية.

هل سوريا تطبع بثمن البقاء؟ وهل صنعاء تصمد بثمن العزلة؟ الأيام القادمة وحدها من ستفصح عن مآلات هذا التحول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى