اخبارالاخبار الرئيسية

بيع أجزاء من اليمن بتواطؤ سويسرا

اليمن الجديد نيوز | أخبار |

قطعتان أثريتان من روائع التراث اليمني ستعرضان للبيع في مزاد علني بمدينة لوغانو السويسرية في يونيو المقبل، بحسب ما أفاد به الباحث اليمني المتخصص في قضايا الآثار المهربة، عبد الله محسن، ضمن سلسلته التوثيقية “آثار اليمن في الخارج”.

القطعة الأولى تحمل طابعاً فنياً مميزاً، وتعرف باسم “وجوه اليمن القديم”، وهي رأس حجري نادر مصنوع من الحجر الجيري، يتميز بعيون مطعّمة وحواجب دقيقة وملامح أنثوية تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد، بحسب وصف محسن.

أما القطعة الثانية فهي تميمة برونزية تجسد ذراعاً يمنى منحنية بيد مغلقة ونقش مكتوب بخط المسند، كانت تستخدم في المعتقدات القديمة كرمز لجلب الحظ وطرد الأرواح الشريرة.

ومن المقرر أن تعرض هذه القطع ضمن مزاد تنظمه دار “أستارتي” في 11 يونيو، يضم 219 قطعة من الآثار والمجوهرات القديمة، من بينها تسع قطع يمنية تعود بعضها إلى الألف الثاني قبل الميلاد.

وتشمل المعروضات أيضاً مائدة قرابين نادرة من المرمر مستطيلة الشكل، مؤرخة بالقرن الأول الميلادي، تحمل نقوشاً واضحة بأسماء يمنية قديمة.

دار المزاد تشير إلى أن هذه القطع كانت جزءاً من مجموعة تعرف باسم “أ.ك” قبل عام 1971، قبل أن تنتقل إلى تاجر آثار أوروبي في عام 2011، ثم إلى المالك الحالي عن طريق الإرث، دون الكشف عن هويته.

ويؤكد محسن أن هذا المسار غير الموثق يدعو إلى التحقيق في كيفية خروج هذه الآثار من اليمن، والعمل على استعادتها باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية والتاريخية للبلاد.

وتعد هذه المزادات امتداداً لمسلسل مستمر من “اغتيال الآثار اليمنية”، حيث تتعرض الكنوز التاريخية للبلاد للنهب والتهريب والعرض في قاعات المزادات العالمية دون أي مساءلة، في مشهد يعكس تواطؤاً دولياً مكشوفاً في طمس هوية اليمن التاريخية.

فبدلاً من دعم الجهود لحماية هذا الإرث الإنساني، يجري التعامل مع تلك القطع كمقتنيات خاصة، تباع وتشترى، بينما يحرم اليمنيون من تاريخهم وتنتزع شواهد حضارتهم من جذورها، في جريمة ثقافية لا تقل فداحة عن أي عدوان مباشر.

وفي ظل هذا الواقع المؤلم، تبرز الحاجة الملحة لتحرك رسمي من الجهات المعنية في الداخل، عبر فتح تحقيقات دولية ومخاطبة المنظمات الثقافية المعنية وعلى رأسها اليونسكو، لاستعادة الآثار المنهوبة وإيقاف عرضها وبيعها.

كما ينتظر من النخب الثقافية والمؤسسات الأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني اليمني أن توحد جهودها في مواجهة هذا التجريف الممنهج للتاريخ، دفاعاً عن هوية وطن تسرق معالمه قطعةً قطعة على مرأى من العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى