كنز يمني في قلب أوروبا

اليمن الجديد نيوز| أخبار |
كشف الباحث اليمني عبدالله محسن عن تمثال فريد من نوعه يجسد شخصية نسائية بارزة من مملكة قتبان، يعود تاريخه إلى القرن الثالث قبل الميلاد، أي قبل نحو 2300 عام.
التمثال المصنوع من المرمر والبرونز يتميز بتفاصيله الدقيقة وجماله الاستثنائي، مما جعله محل اهتمام عدد من الباحثين الدوليين.
بحسب الباحث، غادر التمثال اليمن متجهاً إلى فرنسا قبل عام 1970، ثم استقر لاحقاً في سويسرا، حيث عرض مؤخراً في معرض باد لندن السنوي الذي أقيم في ساحة بيركلي خلال أكتوبر 2017.
ويعد هذا المعرض من أبرز الفعاليات الفنية في أوروبا، تأسس على يد تاجر التحف الفرنسي باتريك بيرين عام 2007.
وفقاً لمؤسسة فينيكس للفن القديم، يعد هذا التمثال أكمل تمثال من المرمر معروف حتى الآن، إذ يحتفظ بشعر برونزي ومجوهرات بحالة رائعة.
ويظهر التمثال امرأة ترتدي تاجاً وقلادة وأساور على شكل ثعابين، تقف بثبات وقدماها العاريتان ترتكزان على قاعدة صغيرة. يتضمن التمثال ملامح دقيقة: أذنان بشكل صدفة مزينتان، شعر برونزي مصمم بعناية، وعينان مرصعتان بمادة داكنة يُعتقد أنها البيتومين.
كما تتميز الملامح بعمق في النحت وتناسق لافت بين عناصر الوجه والجسم، رغم قصر النسب الجسدية التي تعكس طابع الفن الجنائزي في جنوب الجزيرة العربية خلال تلك الحقبة. ويعتقد أن التمثال كان يستخدم كصورة للمتوفى توضع قرب المقابر، ما يعكس دور الفن في المعتقدات الجنائزية لمملكة قتبان، ويبرز مكانة المرأة الملكية في حضارة اليمن القديم.
تواجه الآثار اليمنية عمليات نهب ممنهجة، في ظل صمت دولي لافت، وتصاعد نشاط شبكات التهريب العابرة للقارات، التي تستحوذ على ملامح التاريخ اليمني وتحولها إلى قطع نادرة في صالات العرض الخاصة حول العالم.