الموت في الخيام: عندما يسجل القتل كوفاة طبيعية

اليمن الجديد نيوز| تقارير | خاص|
المأساة في غزة تتواصل بلا هوادة، فيما يصم العالم آذانه أمام أنين كبار السن الذين يهزمون بالجوع والمرض في وضح النهار.
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان سجل وفاة أكثر من 1200 مسن في قطاع غزة، نتيجة سياسات التجويع والحرمان من العلاج التي تفاقمت بشكل حاد في الأيام الأخيرة من الحصار الإسرائيلي.
وتصف المنظمة هذا المشهد بأنه استخدام فتاك للجوع والمرض كسلاح حرب ضد المدنيين العزل.
يفد مئات المسنين إلى المستشفيات في مشاهد يومية مأساوية، وهم في حالات إنهاك شديدة، محاولين الحصول على السوائل الغذائية الطبية الضرورية للبقاء على قيد الحياة، ومع النقص الحاد في الإمدادات الطبية، تتزايد أعداد الضحايا بصمت.
ووثق تقرير الأورومتوسطي وفاة العشرات من المسنين داخل خيام النزوح، حيث يسجلون غالباً كحالات وفاة طبيعية رغم أن السبب الحقيقي هو المجاعة أو نقص العلاج.
تشير المنظمة إلى أن هذه السياسات ترقى إلى جريمة حرب ممنهجة، تمارس تحت أعين العالم.
ويعيش القطاع حالياً انهياراً شبه كامل في الخدمات الأساسية، ما يجعل الأزمة الإنسانية في غزة في أسوأ مراحلها على الإطلاق، بحسب توصيف المرصد.
في ظل هذا الواقع المأساوي، يطالب المرصد المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لكسر الحصار، وتأمين ممرات إنسانية تضمن وصول الغذاء والعلاج لكبار السن وغيرهم من الفئات الهشة.
لا يمكن اعتبار الجوع والموت البطيء للمدنيين مجرد أضرار جانبية للصراع، إنها سياسة إسرائيلية ممنهجة تستهدف الضعفاء من أجل الضغط السياسي والعسكري، وفقاً للمرصد.
في ظل تفاقم الأزمة، لا تزال أرواح المسنين تزهق في صمت، فيما يقف العالم عاجزاً أو متجاهلاً.
إن بقاء هذا الواقع دون مساءلة يعد وصمة في جبين الإنسانية، ويحتم تحركاً عاجلاً يعيد للضعفاء حقهم في الحياة والكرامة.