“جيروزاليم بوست”: الحوثيون في اليمن يشكلون التهديد الحقيقي للغرب و”إسرائيل”
اليمن الجديد نيوز:
قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية إن العالم الغربي يركز بشكل مفرط على الصراع القائم بين “إسرائيل” وغزة ولبنان، بينما يجهل الخطر الحقيقي الذي يهدد أمنه ومصالحه، وهو الحوثيون في اليمن.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها أن “الحوثيين يستهدفون الشحن العالمي عبر مضيق باب المندب الحيوي عند طرف البحر الأحمر، مما يقيد بشدة حركة التجارة عبر قناة السويس المصرية وميناء إيلات الإسرائيلي”.
وأوضحت أن حظر الشحن عبر المياه الدولية يُعتبر سبباً شرعياً للحرب، مستشهدةً بإغلاق مصر لمضيق تيران عام 1967 الذي أدى إلى اندلاع حرب الشرق الأوسط.
وذكرت “جيروزاليم بوست” أن “ميليشيات الحوثي تقوم حالياً بإطلاق الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار على السفن المرتبطة بإسرائيل أو الولايات المتحدة وبريطانيا، في ظل عدم بذل جهود كافية لوقفهم”، مشيرةً إلى أن الحوثيين قد أطلقوا صواريخ نحو “إسرائيل” في بعض الأحيان.
وأضافت الصحيفة أن “هذا الإرهاب الإسلامي قد استمر منذ ما يقارب العام”، مشيرةً إلى أن “القوات الأمريكية وحلفاءها قد شنت عشرات الغارات الجوية ضد أهداف الحوثيين في اليمن، إلا أن هذه العمليات تأتي كردود فعل وليست هجومية، مما يتيح للحوثيين، الذين لم يردعهم أي رادع، الاستمرار في السيطرة على المضيق”.
ورأت “جيروزاليم بوست” أن رد الفعل الغربي على هجمات الحوثيين المساندة لغزة في البحر الأحمر كان غير كافٍ، بل وصفته بالبائس أحياناً، حيث أن الصاروخ الحوثي الذي أسفر عن مقتل إسرائيلي في “تل أبيب” في يوليو أدى إلى الضربة الانتقامية الوحيدة، وهي الهجوم الإسرائيلي على ميناء الحديدة اليمني الذي اشتعلت فيه النيران لعدة أيام.
وفيما يتعلق بعمليات الشحن، أوضحت الصحيفة أن “الحوثيين لم يوقفوا جميع حركة الشحن عبر مضيق باب المندب، بل يستهدفون فقط السفن المرتبطة بإسرائيل، لكن التأثير هو نفسه كما لو كانوا يستهدفون جميع السفن”، وفق زعمها.
كما أفادت بأن “شركات التأمين قد رفعت أسعارها للشحن عبر البحر الأحمر، وطالبت بعض الشركات شركات الشحن بأن تعلن رسمياً أنها لا تربطها أي علاقات بإسرائيل، وأن سفنها لم ترسو في إسرائيل لمدة عام كامل”.
وقالت الصحيفة إنه “قد يعتقد البعض أن النقطة الأخيرة، التي تتطلب إعلاناً عن “الخلو” من “التلوث” الإسرائيلي، ستكون كافية لإشعال رد فعل عالمي لوقف الأنشطة الإرهابية التي يقوم بها الحوثيون”، حسب تعبيرها.
ومع ذلك، أوضحت الصحيفة أن الرد الغربي كان ضعيفاً، حيث بدأت تظهر أفكار بديلة مثل إعادة توجيه الشحن من الشرق الأقصى عبر الدائرة القطبية الشمالية إلى أوروبا، مما يوفر لروسيا، التي لا تعتبر صديقاً للغرب في الوقت الحالي، فرصة لتعطيل الشحن.
وأضافت “جيروزاليم بوست” أن “النفور الغربي من “التصعيد” يعد من أبرز المشكلات، حيث يتم إساءة استخدام هذا المفهوم، مما يؤدي إلى تجاهل التدخل العسكري الضروري لوقف المد الإسلامي المدعوم من إيران”، على حد تعبيرها.
وأشارت إلى أن الأمر يتطلب أكثر من مجرد مهام دفاعية لاستعادة حرية الملاحة عبر البحر الأحمر.
وفي هذا السياق، أكدت الصحيفة أن “على الغرب تحمل المسؤولية وعدم ترك إسرائيل وحدها في مواجهة التحديات”، محذرةً من أن “التقاعس عن اتخاذ الإجراءات اللازمة سيؤدي إلى تفاقم خطر الإرهاب الإسلامي”، حسب وصفها.
وخلصت إلى أنه “حان الوقت ليأخذ الغرب حماية نفسه من هذا الإرهاب الإسلامي بجدية، بدلاً من الاعتماد على غيره في هذه المعركة”، كما ذكرت الصحيفة.