واشنطن تكشف عن هدية منحها الحوثيون للصين

اليمن الجديد نيوز| متابعات
كشفت تقارير أمريكية حديثة أن العمليات القتالية في البحر الأحمر أدت إلى استنزاف غير مسبوق لمخزون البحرية الأمريكية من الصواريخ الدفاعية، في مشهد يعكس كيف تمكنت صنعاء من تحجيم الفعالية العسكرية الأمريكية وإرهاقها مالياً ولوجستياً، وهو ما اعتبره خبراء أمريكيون مكسباً استراتيجياً للصين.
ووفقاً لموقع Task & Purpose، فإن البحرية الأمريكية أطلقت خلال المواجهات في البحر الأحمر منذ أكتوبر 2023 ما يقرب من 400 صاروخ دفاع جوي، متجاوزة إجمالي ما استخدمته خلال العقود الثلاثة الماضية.
وأكد القائد البحري المتقاعد برايان كلارك، أن هذا الاستنزاف وضع البحرية في وضع سيئ، إذ ستحتاج لسنوات لتعويض هذه الذخائر، مما يجعلها غير مستعدة لأي مواجهة محتملة مع الصين.
مع تصاعد الهجمات، وجدت البحرية الأمريكية نفسها مضطرة لاستخدام مدافع السفن عيار 5 بوصات لإسقاط الطائرات المسيرة الحوثية، بعد استنفاد كميات كبيرة من صواريخها الاعتراضية المتطورة مثل SM-2 وSM-6. كما لجأت إلى صواريخ سايدويندر وهيلفاير الأقل تكلفة، وهو ما يعكس حجم التحدي غير التقليدي الذي فرضته صنعاء بحسب ما ذكره موقع Task & Purpose.
تشير التقديرات إلى أن الولايات المتحدة أنفقت أكثر من مليار دولار على الصواريخ الدفاعية في هذه العمليات، وسط تحذيرات من صعوبة تعويض هذا المخزون بسرعة.. وبينما يشير الخبراء إلى أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس قد منح البحرية الأمريكية فرصة لالتقاط الأنفاس، إلا أن ذلك لا يلغي التأثير الاستراتيجي لهذه المواجهات على استعداد واشنطن لمعارك أكبر.
ويرى محللون أن هذه التطورات تصب في مصلحة الصين، التي تراقب عن كثب هذا الاستنزاف الأمريكي.
وأكد القائد البحري الأمريكي كلارك، أن الجيش الأمريكي قد يجد نفسه في موقف ضعيف إذا اندلعت مواجهة مع الصين اليوم، وهو اعتراف مباشر بأن سياسة الإنهاك التي فرضتها صنعاء في البحر الأحمر كان لها ارتدادات استراتيجية عالمية، ليس فقط على واشنطن، بل على موازين القوى الدولية.
ما حدث في البحر الأحمر لم يكن مجرد سلسلة من الهجمات المتفرقة، بل كان نموذجاً عملياً لاستنزاف أحد أقوى الجيوش في العالم بأساليب غير تقليدية، وهو ما قد يعيد رسم المشهد العسكري العالمي بطرق لم تكن واشنطن تتوقعها.