تقرير أمريكي: سيطرة “الانتقالي” على حضرموت تعيد رسم النفوذ في اليمن والإمارات تتقدم على حساب السعودية
نيويورك تايمز: السيطرة على سيئون “أكبر تغيير عسكري في تاريخ المحافظة”

اليمن الجديد نيوز | تقارير وتحليلات
في تطور اعتبرته صحيفة نيويورك تايمز “الأخطر منذ سنوات” على خريطة النفوذ في اليمن، حلّل تقرير أمريكي أبعاد سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا على محافظة حضرموت، مؤكداً أن التحولات الجارية تُقوّض النفوذ السعودي التقليدي وتفتح الباب أمام إعادة توزيع القوة في الجنوب اليمني.
تمدد الانتقالي يقلب معادلة القوة في حضرموت
بحسب التقرير، فإن التقدم المفاجئ لقوات المجلس الانتقالي نحو مدينة سيئون والسيطرة على المطار والمجمّع الحكومي وقيادة المنطقة العسكرية الأولى خلال فترة قصيرة يعكس انتقال الصراع في اليمن إلى مرحلة جديدة أكثر حساسية، ويكشف في الوقت نفسه عن تصاعد التوتر السعودي–الإماراتي حول مستقبل النفوذ في المحافظات الجنوبية.
النفوذ السعودي في تراجع .. والإمارات تعيد رسم خارطة الجنوب
وتقول نيويورك تايمز إن هذا التطور يضع السعودية أمام تحدٍ مباشر، إذ ظلت حضرموت تُعد امتداداً طبيعياً لأمنها القومي، وعاملاً حيوياً في دعم مشروع الدولة اليمنية الموحدة الذي تتبناه الرياض منذ سنوات. غير أن السيطرة المتقدمة لقوات الانتقالي على المحافظة تُضعف قدرة السعودية على الحفاظ على توازن القوى في الجنوب.
في المقابل، ترى الصحيفة أن الإمارات تتحرك ضمن استراتيجية واضحة تسعى من خلالها إلى بناء “هلال نفوذ” يمتد من عدن مروراً بشبوة وحضرموت وحتى المهرة، بما يمنحها سيطرة مؤثرة على أهم الموانئ وطرق الملاحة في بحر العرب.
حضرموت: الورقة الأهم في صراع النفوذ الإقليمي
تؤكد الصحيفة أن حضرموت – باعتبارها واحدة من أغنى المحافظات اليمنية بالنفط وموقعها الحيوي – تمثل جائزة استراتيجية في الصراع الإقليمي الدائر بين الرياض وأبوظبي. كما أن السيطرة عليها تمنح الانتقالي أفضلية تفاوضية كبيرة في مستقبل شكل الدولة والحدود والسيادة جنوب اليمن.
نيويورك تايمز: السيطرة على سيئون “أكبر تغيير عسكري في تاريخ المحافظة”
وتصف نيويورك تايمز ما حدث بأنه أكبر تغيير عسكري وسياسي تشهده حضرموت في تاريخها الحديث، لما يمثله من إعادة رسم للنفوذ، وإزاحة قوى كانت تتصدر المشهد العسكري في المنطقة لسنوات طويلة، خصوصاً قوات المنطقة العسكرية الأولى التي ظلت امتداداً لنفوذ حزب الإصلاح المدعوم سابقاً من الرياض.
هلال نفوذ إماراتي يمتد من الجنوب إلى بحر العرب
يشير التقرير إلى أن الإمارات تنظر إلى الساحل الجنوبي لليمن بوصفه محوراً استراتيجياً لمصالحها الاقتصادية والأمنية، وهي تعمل على بناء شبكة نفوذ عسكري وسياسي واسعة تمتد من عدن إلى المكلا، وهو ما يجعل سيطرتها على حضرموت خطوة محورية في تثبيت حضورها البحري في المنطقة.
السعودية تفقد عمقها الاستراتيجي في اليمن
ويضيف التقرير أن هذا التقدم يوجّه ضربة قوية للمصالح السعودية، ليس فقط من زاوية تقليص نفوذها في الجنوب، بل أيضاً من حيث التأثير على مستقبل اليمن كدولة موحدة، وهو المشروع الذي تبنته الرياض منذ بدء الحرب.
تداعيات محتملة على مستقبل الدولة اليمنية الموحدة
تقول الصحيفة إن سيطرة الانتقالي على حضرموت ستخلق موجة جديدة من التغييرات قد تمتد إلى باقي المحافظات الجنوبية، الأمر الذي يدفع باتجاه واقع سياسي جديد ربما يعيد فتح ملف الانفصال بقوة، ويجعل مستقبل الدولة اليمنية عرضة لخيارات أكثر تعقيداً.
إعادة هندسة النفوذ في الجنوب .. وسباق سعودي–إماراتي مفتوح
ويرى التقرير أن ما يجري ليس مجرد عملية عسكرية بل إعادة هندسة كاملة لخارطة النفوذ في اليمن. فبينما تحاول السعودية الحفاظ على آخر معاقلها العسكرية والسياسية، تعمل الإمارات على تثبيت وجودها عبر قوات محلية موالية لها تمتلك القدرة على فرض السيطرة الميدانية.
تحولات حضرموت تتجاوز حدود اليمن إلى البحر العربي
تختم نيويورك تايمز تقريرها بالإشارة إلى أن هذه التحولات لن تقتصر على الداخل اليمني، بل تمتد تأثيراتها إلى أمن البحر العربي والممرات البحرية، ما يجعل حضرموت مركزاً لصراع إقليمي مفتوح خلال المرحلة المقبلة.



