اخبارالاخبار الرئيسيةتقارير وتحليلات

المفاجأة الساحقة.. لماذا فضلت أوروبا صنعاء على حليفتها أمريكا؟

اليمن الجديد نيوز| تقرير| خاص

في ضربة قاسية للسياسة الخارجية الأمريكية، انكشفت خلو يد واشنطن من أي دعم دولي لحملتها العدوانية على اليمن، حيث باءت محاولاتها اليائسة لتشكيل تحالف دولي جديد بالفشل الذريع.

وكشفت مصادر دبلوماسية غربية عن فشل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في إقناع حلفاء الناتو بالانضمام لتحالف عدواني جديد، وذلك خلال اجتماعات الحلف في بروكسل الأسبوع الماضي التي كشفت عمق العزلة الأمريكية.

وقد لجأت الإدارة الأمريكية إلى أساليب مبتذلة في محاولة لتمرير أجندتها، حيث حاول روبيو خلال مؤتمر صحفي التغطية على فشل بلاده بسرد مزاعم واهية عن أكثر من 174 هجوماً يمنياً وادعاءات غير موثقة عن أسلحة تهدد الملاحة، لكن هذه المحاولات البائسة لم تخف حقيقة أن العالم بدأ يدرك طبيعة الحرب الأمريكية الفردية التي تفتقر لأي سند قانوني أو أخلاقي.

وقد تجلى الرفض الأوروبي جلياً في تصريحات قائد عملية الدفاع البحري الأوروبي الأدميرال فاسيليوس غريباريس، الذي أكد في تصريح لصحيفة ذا ناشيونال خلال الساعات الماضية أن الحل في اليمن دبلوماسي وليس عسكرياً، مشدداً على أن عمليات الاتحاد الأوروبي تختلف جذرياً عن العدوان الأمريكي.

وأضاف غريباريس في رسالة واضحة لواشنطن: في النهاية نحتاج إلى أن يكون اليمنيون إلى جانبنا، مما يعكس إدراكاً أوروبياً لحقيقة أن ولشنطن قد تجرهم إلى مستنقع سيكونون هم الخاسر الأكبر فيه.

ويأتي الفشل الأمريكي في وقت تعاني فيه الإدارة الأمريكية من أزمات متعددة، حيث تجاوزت نفقات الحرب على اليمن الميزانية المخصصة، بينما فشلت في تحقيق أي من الأهداف المعلنة رغم أربعة أسابيع من القصف المكثف، وقد بدأت الانتقادات الداخلية تتصاعد، خاصة مع تقارير عن نية الكونغرس لقطع التمويل عن هذه الحملة الفاشلة.

هذا المأزق الأمريكي يبرز حقيقة أن سياسة القوة الأحادية قد أصبحت من مخلفات الماضي، بينما تثبت الدبلوماسية الأوروبية أن هناك طريقاً آخر أكثر عقلانية في حال لم ترضخ للضغوط الأمريكية.

فبينما تواصل واشنطن نهجها العدواني المنفرد، يبدو أن الحلفاء التقليديين بدأوا يدركون أن اليمن ليس ساحة يمكن حسمها بالقوة، وأن أي حل دائم يجب أن يأتي عبر التفاوض مع اليمنيين أنفسهم.

في النهاية، يبدو المشهد واضحاً واشنطن تقف وحيدة في حربها غير المبررة، بينما يزداد العالم إدراكاً بأن العدوان الأمريكي ليس سوى محاولة يائسة لإخفاء فشل استراتيجي كبير، في وقت تثبت فيه صنعاء صوابية موقفها في الدفاع عن قطاع غزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى