اخبارالاخبار الرئيسيةتقارير وتحليلات

واشنطن في مأزق: درس صنعاء يعيد أشباح فيتنام

اليمن الجديد نيوز | تقرير | خاص |

يرصد الإعلام الغربي باهتمام متصاعد تداعيات التصعيد العسكري في البحر الأحمر والهجمات المتكررة على اليمن، حيث سلطت تقارير وتحليلات الضوء على التكاليف الباهظة والتحديات العملياتية التي تواجهها الولايات المتحدة، لا سيما في ظل تنامي قدرات الحوثيين وتكرار الضربات الدقيقة التي طالت رموزًا بحرية أمريكية.

موقع “ريزون” الأمريكي شبه حادثة سقوط مقاتلة أميركية في البحر الأحمر بمشاهد الانسحاب الأمريكي من فيتنام عام 1975، حين أُجبرت القوات الأمريكية على إلقاء طائراتها في البحر أثناء الهروب من سايغون، في دلالة على الإحراج العسكري.

ولفت الموقع إلى أن استمرار العمليات في اليمن قد يؤدي إلى مشاكل عملياتية حقيقية تؤثر على الجاهزية الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

كما كشف الموقع أن البحرية الأمريكية استنفدت، خلال الليلة الأولى من الغارات على اليمن في يناير 2024، ما يعادل إنتاج عام كامل من صواريخ توماهوك.

ويأتي ذلك في وقت اشترت فيه البحرية الأمريكية 17 مقاتلة من طراز F/A-18E مقابل 1.1 مليار دولار، بينما تقدر قيمة الطائرة التي سقطت في البحر الأحمر بنحو 64 مليون دولار.

موقع “تاسك أند بوربس” الأمريكي وصف المعركة البحرية الجارية في البحر الأحمر بأنها الأكبر التي تخوضها البحرية الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية، مشيراً إلى التحدي غير المسبوق الذي يواجهه البنتاغون في ما يتعلق بإمدادات الذخيرة، حيث وصلت تكلفة بعض الصواريخ المستخدمة إلى أكثر من 27 مليون دولار للواحد.

ووفقاً للموقع نفسه، أطلقت القوات الأمريكية نحو 400 ذخيرة ضمن عملية (بوسايدون آرتشر)، من بينها 120 صاروخاً من طراز SM-2، فيما تسعى واشنطن حالياً إلى إيجاد بدائل أقل تكلفة لمواكبة وتيرة الهجمات الحوثية المتسارعة.

بدوره أشار موقع “بلغاريان ميليتاري” إلى أن سقوط طائرة F/A-18 في البحر الأحمر يمثل أحدث انتكاسة تتعرض لها حاملة الطائرات (ترومان) خلال انتشارها في المنطقة، معتبراً أن فقدان مقاتلة (سوبر هورنت) يكشف عن حجم الضغوط التي تولدها الحرب البحرية الحديثة في مواجهة تحديات غير تقليدية.

وتساءل الموقع عما إذا كانت حاملات الطائرات لا تزال تمثل الأداة المثلى لاستعراض القوة الأمريكية في مناطق النزاع، في ظل تصاعد تكاليف التشغيل والضغوط على الطواقم.

وأضاف أن وتيرة العمليات في البحر الأحمر تفرض أعباء ثقيلة على طاقم (ترومان)، فيما قد تدفع هذه التطورات البنتاغون إلى إعادة النظر في استراتيجيته البحرية بالمنطقة، خاصة مع تصاعد التدقيق العام حول الإنفاق الدفاعي الأمريكي وتكلفة الانخراط في الشرق الأوسط.

وتتجلى خلف هذا المشهد المعقد ملامح فشل أمريكي متكرر في حسم المعركة، وهو ما يسبب لها إحراجاً متزايداً على المستويين العسكري والسياسي.

وبينما تميل واشنطن إلى تضخيم ترسانة صنعاء لتبرير إخفاقها الميداني، تتجاهل الفارق الهائل في الإمكانيات وتغفل حقيقة جوهرية، أن من يقاتل على أرضه لا يقاتل بالسلاح فقط، بل بالإرادة والتاريخ والجغرافيا.

وما يواجهه الأسطول الأمريكي في البحر الأحمر ليس مجرد تحدياً عسكرياً، بل استنساخ لمرارة فيتنام، حيث لم تنفع التكنولوجيا المتقدمة أمام خصم يعرف تضاريسه ويملك ما يكفي من التصميم لكسر الهيبة الأمريكية مرة أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى