اخبارالاخبار الرئيسيةتقارير وتحليلات

إسرائيل ترضخ لشروط الحوثيين وتحمل ترامب المسؤولية

اليمن الجديد نيوز | تقارير | خاص

ملف إدخال المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة يتصدر عناوين الإعلام العبري بوصفه “حدث الساعة”، وسط تغطيات وتحليلات تتعمد تجاهل الضغوط الفعلية وتوجه سهام اللوم نحو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مشهد يكشف افتقاراً للحد الأدنى من الإنسانية تجاه معاناة المدنيين في القطاع المحاصر.

قناة 12 العبرية كشفت أن الإدارة الأمريكية أبلغت تل أبيب بوجوب إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة “من دون قيود” مع ساعات صباح اليوم.

وقال مراسل القناة إن نتنياهو استسلم لترامب، في إشارة إلى أن القرار جاء بتوجيه مباشر من واشنطن.

وفي المقابل، قال مكتب نتنياهو إن إدخال كميات أساسية من الغذاء إلى غزة جاء بناء على توصيات الجيش، وانطلاقاً من الحاجة إلى توسيع القتال الشديد، مع تأكيده على ضرورة منع اندلاع أزمة جوع في القطاع لأنها قد تعرض عملية مركبات غدعون للخطر، وهو ما يكشف أن القرار كان عسكرياً بحتاً، لا إنسانياً.

وأضاف بيان المكتب أن إسرائيل ستعمل على سلب حركة حماس القدرة على السيطرة على توزيع المساعدات الإنسانية، ما يعكس توجهاً استراتيجياً لتحويل الغذاء إلى أداة حرب.

صحيفة يديعوت أحرونوت نقلت عن وزراء حضروا مناقشة القرار أن إدخال المساعدات جاء تحت ضغوط أمريكية، بينما تشير تحليلات مراقبين إلى العكس تماماً.

فالرئيس الأمريكي ترامب عبر مراراً عن دعمه المطلق لحرية تل أبيب في التصرف في غزة، ما ينفي وجود ضغوط أمريكية حقيقية.

الحقيقة التي يتجنب الإعلام العبري الإشارة إليها، بحسب المراقبين، هي تصاعد تأثير الضربات الحوثية المتكررة في البحر الأحمر والعمق الإسرائيلي، والتي شكلت ضغطاً فعلياً على الاقتصاد الإسرائيلي، رغم المسافة الجغرافية الشاسعة.

تلك الضربات التي اتسمت بقدرات “فرط صوتية” على حد وصف بعض الخبراء، أربكت خطوط الإمداد وأحدثت اختناقات تجارية لا يمكن تجاهلها.

وفي خضم كل ذلك، يبدو الإعلام العبري منزوع الإنسانية، يتهرب من الاعتراف بالتأثيرات الفعلية القادمة من اليمن، ويفضل استدعاء خصومات سياسية قديمة مع ترامب، على مواجهة الواقع الإنساني والسياسي الذي تفرضه تطورات غزة وصعود قوى يمنية جديدة أعادت رسم معادلات المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى