اخبارالاخبار الرئيسيةتقارير وتحليلات

صوت بعيد يقترب: من يقرع أبواب إسرائيل من الجنوب؟

اليمن الجديد نيوز | تقارير | خاص |

مع التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة، واندلاع المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل نهاية الاسبوع الماضي، بدأت وسائل الإعلام العبرية بتكثيف تغطياتها وتحليلاتها بشأن الأطراف الإقليمية الأخرى التي قد تنخرط في هذا الصراع، وعلى رأسها قوات صنعاء التي أعلنت مؤخراً تنفيذ هجمات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية في مدينة تل أبيب “يافا” المحتلة.

وطرحت وسائل إعلام إسرائيلية بارزة، عبر تقارير وتحليلات أمنية، تساؤلاً لافتاً: هل سيؤثر الهجوم على إيران على الحوثيين (أنصار الله) أيضاً؟ في إشارة إلى احتمال توسيع نطاق الردود المتبادلة لتشمل جبهات أخرى في المنطقة، من اليمن إلى لبنان والعراق.

لا تراهنوا على انسحابهم

وفي معرض الردود غير الرسمية التي تداولها إعلاميون وخبراء مقربون من الدوائر الأمنية في تل أبيب على القنوات الفضائية الإسرائيلية، برزت لهجة غير متفائلة حيال إمكانية “تحييد” قوات صنعاء، خصوصاً مع اندلاع المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل، والتي دخلت مراحلها الأولى الاسبوع الماضي.

أحد المحللين الإسرائيليين قال في مداخلة تلفزيونية على القناة العبرية: الحوثيون لا يُظهرون حالياً أي رغبة في إنهاء هذه القضية، ولا تتوقعوا منهم أن يرفعوا الراية البيضاء بعد أن تُنهي إسرائيل الصراع مع إيران.

ويعكس هذا الطرح إدراكاً متنامياً في الأوساط الإسرائيلية بأن قوات صنعاء لم تعد مجرد طرف مرتبط بإيران، بل فاعل مستقل في معادلة الصراع، يتخذ قراراته العسكرية انطلاقاً من أهداف سياسية وأمنية خاصة، يأتي في مقدمتها الرد على ما يُوصف بالجرائم الإسرائيلية في غزة.

تعدد الجبهات يربك الحسابات

تُبدي الأوساط الإسرائيلية قلقاً متزايداً من احتمال تشكل جبهة متزامنة متعددة المحاور، تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان والعراق واليمن.

وتشير تقديرات استخباراتية، نُشرت في وسائل إعلام عبرية، إلى أن ضرب إيران لا يعني نهاية المواجهة، بل قد يفتح الباب أمام تصعيد مفتوح ومتعدد الاتجاهات، خاصة من أطراف لن تنتظر التعليمات من طهران.

وفي هذا السياق، حذر خبير أمني إسرائيلي من الوقوع في وهم الحسم مع طرف واحد، قائلاً:
الهجوم على طهران قد يشعل نيرانا يصعب إخمادها، لأن باقي الأذرع في إشارة إلى (حركات المقاومة للاحتلال) لن تقف مكتوفة الأيدي، وعلى رأسها الحوثيون (أنصار الله) في اليمن.

بيان صنعاء: موقف واضح ورسائل مزدوجة

وكانت قوات صنعاء قد أعلنت قبل ساعات تنفيذ عملية صاروخية، استهدفت مواقع حساسة في تل أبيب، مؤكدة أن العملية نفذت نصرة للشعب الفلسطيني والإيراني، ورداً على جرائم الحصار والتجويع في غزة، وأنها جاءت ضمن تنسيق ميداني مع العمليات التي ينفذها الجيش الإيراني والحرس الثوري.

واعتبرت قوات صنعاء في بيانها أن مشاركتها في هذا التصعيد جزء من عهدها المستمر مع المقاومة في غزة، مؤكدة استمرارها في تنفيذ الضربات طالما استمر العدوان والحصار، دون أن تبدي أي مؤشرات على التراجع أو التهدئة.

خاتمة: تحولات في طبيعة الاشتباك

يرى مراقبون أن ما يجري حالياً لم يعد مجرد تبادل للضربات، بل تحولاً نوعياً في طبيعة الاشتباك الإقليمي، حيث لم تعد الجبهات التقليدية وحدها هي الفاعلة، بل انخرطت أطراف أخرى في المعركة، كلّ بحسب حساباته وتوقيته.

وفي هذا السياق، توضع قوات صنعاء اليوم تحت المجهر، ليس فقط لقدراتها العسكرية، بل لطبيعة قرارها السياسي واستقلاله عن مسار طهران المباشر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى