تسليح باسم “السلام”: ما الذي تخفيه الرياض؟

اليمن الجديد نيوز| تقارير | خاص|
في وقت تكثر فيه التصريحات السعودية عن “رغبة في إنهاء الحرب” و”فتح صفحة جديدة مع صنعاء”، يصل إلى المملكة أحد أكبر أنظمة الدفاع الجوي في العالم سبع بطاريات من منظومة “ثاد” الأمريكية، مزودة بـ 360 صاروخ اعتراض ورادارات بعيدة المدى، في صفقة ضخمة بلغت 15 مليار دولار.
الصفقة، التي وقعت خلال ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب في فترة ولايته الأولى، تسلمتها الرياض رسمياً خلال اليومين الماضيين، وسط صمت لافت من الإعلام الخليجي بشأن التوقيت والسياق الأمني والسياسي المحيط بها.
وهنا تطرح الأسئلة نفسها بإلحاح: لماذا تتسلح السعودية بهذا الشكل الكثيف، في لحظة يفترض أنها مخصصة لترميم العلاقات الإقليمية؟
هل هو تعزيز للدفاعات تحسباً لتصعيد مع إيران؟ أم مع صنعاء التي لا تزال تعامل كـ”خطر” رغم الخطاب السعودي المعلن عن السلام معاها؟
بالأرقام، تظهر المنظومة قدرات متقدمة في اعتراض الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، وهو ما لا يتماشى مع التصريحات التي تصف المشهد الإقليمي بأنه “يتجه نحو التهدئة”.
وفي حين يطرح هذا التسليح في العلن كـ”استثمار في الأمن”، يراه مراقبون تحصيناً نفسياً وعسكرياً من ردود محتملة من اليمن، خاصة بعد العمليات الجوية الدقيقة التي نفذتها قوات صنعاء في العمق الإسرائيلي مؤخراً وعدم جدية السعودية بالذهاب إلى سلام حقيقي.
إن مفارقة الحديث عن السلام بينما تشحن خزائن الدفاع بأحدث التقنيات الصاروخية، تضع الرياض أمام تساؤلات صعبة: هل تبنى الثقة بالتفاهم أم بالدروع؟ وهل تمد يد المصالحة وفي الأخرى صواريخ بـ15 مليار دولار؟.
في المحصلة، يبدو أن المنطقة تتحدث بلسان الدبلوماسية، لكنها تفكر بمنطق الحرب، وإن كانت النوايا حسنة، فالأفعال توحي بعكس ذلك تماماً.