اخبارالاخبار الرئيسية

صاروخ يمني فرط صوتي يخترق الدفاعات الجوية الإسرائيلية ويحدث ذعراً واسعاً في “تل أبيب”

اليمن الجديد نيوز:

أعلنت قوات حكومة صنعاء يوم الأحد عن استهداف “تل أبيب” بصاروخ باليستي جديد “فرط صوتي”، وذلك ضمن المرحلة الخامسة من عملياتها التصعيدية ضد الاحتلال الإسرائيلي. العملية، التي جاءت رداً على ما وصفته قوات صنعاء بـ”استمرار الجرائم الإسرائيلية” ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، نجحت في اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية بشكل كامل، ما أثار صدمة وذعراً واسع النطاق في “إسرائيل”.

وفي بيان متلفز، أوضح المتحدث العسكري باسم قوات حكومة صنعاء، العميد يحيى سريع، أن “القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت من خلالها هدفاً عسكرياً في منطقة يافا في فلسطين المحتلة”.

وأضاف سريع أن “العملية نفذت بصاروخ باليستي جديد فرط صوتي، نجح بعون الله في الوصول إلى هدفه، وأخفقت دفاعات العدو في اعتراضه والتصدي له، وقطع مسافة تقدر بـ2040 كيلومتراً في غضون 11 دقيقة ونصف”.

وأشار سريع إلى أن الصاروخ “تسبب في حالة من الخوف والهلع في أوساط الصهاينة، حيث توجه أكثر من مليوني إسرائيلي إلى الملاجئ، وذلك لأول مرة في تاريخ العدو الإسرائيلي”.

وأكد سريع أن “هذه العملية تأتي في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد، وجاءت تتويجاً لجهود أبطال القوة الصاروخية الذين بذلوا جهوداً جبارة في تطوير التقنية الصاروخية حتى تستجيب لمتطلبات المعركة وتحدياتها مع العدو الصهيوني وتنجح في الوصول إلى أهدافها وتتجاوز كافة العوائق والمنظومات الاعتراضية، في البر والبحر، منها الأمريكية والإسرائيلية وغير ذلك”.

كما شدد سريع على أن “عوائق الجغرافيا والعدوان الأمريكي البريطاني ومنظومات الرصد والتجسس والتصدي لن تمنع اليمن من تأدية واجبه الديني والأخلاقي والإنساني في نصرة الشعب الفلسطيني”.

واختتم سريع بيانه بالتحذير من أن “على العدو الإسرائيلي أن يتوقع المزيد من الضربات والعمليات النوعية القادمة، ونحن على أعتاب الذكرى الأولى لعملية السابع من أكتوبر المباركة، منها الرد على عدوانه الإجرامي على مدينة الحديدة ومواصلة عمليات الإسناد للشعب الفلسطيني المظلوم”.

وفي خطاب متلفز بمناسبة ذكرى المولد النبوي، قال قائد جماعة الحوثي (أنصار الله)، عبد الملك الحوثي، إن العملية “نُفذت بصاروخ باليسيتي جديد بتقنيات متطورة، تمكن من تجاوز واختراق كل أحزمة الحماية التي يحتمي بها العدو الإٍسرائيلي ويتمترس بها، بما في ذلك منظومات الدفاع الجوي المتعددة والمتنوعة، إضافة إلى المدى البعيد، حيث قطع مسافة تقدر بـ 2040 كيلومتراً في غضون 11 دقيقة ونصف”.

وأكد الحوثي أن هذه العملية “تأتي في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد ضد العدو الإسرائيلي ونصرة للشعب الفلسطيني”. كما جدد التأكيد على استمرار العمليات العسكرية اليمنية طالما استمر العدوان والحصار على غزة، مهدداً “إسرائيل” بأن “القادم أعظم بإذن الله”.

من جانبها، كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الصاروخ الباليستي الفرط صوتي الذي أطلقته قوات حكومة صنعاء قد أحدث حالة من الذعر الكبير في “تل أبيب”، حيث أدى إلى دخول أكثر من مليوني إسرائيلي إلى الملاجئ.

وأكدت صحيفة “حدشوت بزمان” العبرية أن 2,365,000 شخص لجأوا إلى الملاجئ بسبب الصاروخ الذي أطلق من اليمن، في حين ذكر الإسعاف الإسرائيلي أن 9 إسرائيليين أصيبوا أثناء اندفاعهم نحو الملاجئ بعد انطلاق صافرات الإنذار.

وفي الوقت ذاته، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الصاروخ قطع مسافة 2000 كيلومتر من اليمن في 15 دقيقة، واعتبرت أن هذه ليست المرة الأولى التي ينجح فيها صاروخ يمني في اختراق الدفاعات الإسرائيلية. كما أكدت قناة “كان” أن منظومتي القبة الحديدية و”السهم” فشلتا في اعتراض الصاروخ الذي أُطلق من اليمن.

فيما انتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، تُظهر حالة الذعر والفوضى التي سادت في مطار بن غوريون، حيث هرع المستوطنون إلى الملاجئ بعد إطلاق الصاروخ. بالإضافة إلى ذلك، اندلعت حرائق في بعض الأحراش نتيجة شظايا الصواريخ الاعتراضية، كما اندلع حريق في مصنع إسمنت كبير، وأصيبت محطة قطار قرب “تل أبيب” بأضرار، فضلاً عن الأضرار التي لحقت بمرافق مجاورة لمطار بن غوريون.

في غضون ذلك، أفاد الجيش الإسرائيلي أن الصاروخ أدى إلى إطلاق صافرات الإنذار في نحو 20 مستوطنة وبلدة إسرائيلية وسط الأراضي المحتلة، مما أثار حالة من الهلع بين الإسرائيليين.

وأكدت القناة 12 الإسرائيلية أن الصاروخ سقط بالقرب من مطار “بن غوريون”، مما دحض الرواية الرسمية للجيش الإسرائيلي التي زعمت أنه تم اعتراضه خارج المناطق الإسرائيلية بواسطة منظومة “حيتس 3”.

كما أوضحت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الصاروخ اليمني استغرق 15 دقيقة لقطع مسافة 2000 كيلومتر، وأن الصواريخ الاعتراضية التي أُطلقت نحوه، سواء من نظام “حيتس” أو من القبة الحديدية، فشلت جميعها في اعتراضه.

من جانبه، علق المحلل العسكري الإسرائيلي نوعام أمير قائلاً: “في النهاية، اجتاز الصاروخ الطريق من اليمن إلى إسرائيل، فعلى ماذا أطلقت كل هذه الصواريخ الاعتراضية؟ هذا عرض لقيادة الجبهة الداخلية وأنظمة الدفاع الجوي بدلاً من الحوثيين.. لم يكن من المفترض أن يوقظوا غوش دان هكذا هذا الصباح”.

ووصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية ما حدث بأنه فشل كبير للجبهة الداخلية والدفاع الجوي أمام صاروخ واحد أطلق من اليمن، حيث كان من المتوقع التعامل مع التهديد قبل وصول الصاروخ إلى وسط “إسرائيل”.

كما قالت الشرطة الإسرائيلية، إن الصاروخ سقط في بلدة “كفار دانيال”، وهي منطقة قريبة من مطار “بن غوريون” في “تل أبيب”، وتسبب في حرائق في مناطق حرجية وأضرار مادية في محطة رئيسية للقطار قرب بلدة “موديعين”.

في السياق نفسه، ذكر موقع “واللا” الإسرائيلي، أن أقمار التجسس الإسرائيلية والأمريكية، المكلفة بتعقب مواقع الإطلاق المحتملة في اليمن، فشلت في رصد الصاروخ الذي استهدف “تل أبيب”.

وأوضح الموقع، أن الأقمار الصناعية الأمريكية كان من المفترض أن تلتقط الحرارة الناتجة عن محرك الصاروخ وتبلغ الجيش الإسرائيلي بذلك، كما كان من المتوقع أن ترصد رادارات السفن البحرية الأمريكية في البحر الأحمر الصاروخ في مساره نحو “إسرائيل”.

وأشار إلى أن رادارات بعيدة المدى مثل “رادار إكس” الموجود في النقب، والذي يتم تشغيله من قبل جنود أمريكيين، ورادار نظام “آرو”، كان ينبغي أن تلتقط مسار الصاروخ، لكن ذلك لم يحدث.

من جهته، أكد العميد احتياط تسيفيكا حايموفيتش، قائد الدفاع الجوي الإسرائيلي السابق، أن الصاروخ القادم من اليمن هو الأطول مدى الذي شهدته “إسرائيل” حتى الآن.

وأضاف حايموفيتش أن “الحوثيين يواصلون تطوير قدراتهم، مما يستوجب الانتباه الشديد من جانب إسرائيل”، لافتاً إلى أن “الحوثيين لديهم قدرات كافية للاستمرار في هذا الأسلوب لفترة طويلة”.

بدورها، وصفت صحيفة “معاريف” الحدث بأنه “دراماتيكي وغير عادي”، مشيرة إلى أن الصاروخ سقط على مسافة عدة كيلومترات من مطار “بن غوريون”.

وفي نفس السياق، أشار مستشار الشؤون الاستراتيجية في القناة “الـ 12″، باراك ساري، إلى أن “الحوثيين كانوا قد توعدوا بمفاجآت لإسرائيل بعد الهجوم الإسرائيلي على ميناء الحديدة في اليمن، وأن الصاروخ يمثل أولى هذه المفاجآت”.

كما تحدث موقع “سروغيم” العبري عن تهديد إضافي محتمل لـ”إسرائيل” من اليمن، مشيراً إلى أن “إسرائيل” قد تواجه مفاجآت أخرى قريباً.

وفي سياق متصل، أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي يجري تحقيقاً في سبب فشل اكتشاف الصاروخ الباليستي الذي أُطلق من اليمن قبل وصوله إلى وسط “إسرائيل”، على الرغم من المسافة البعيدة التي قطعها.

وقد أثار هذا الفشل، حالة من الذعر وتساؤلات كبيرة في “تل أبيب”، حيث كان من المفترض أن يتم اكتشاف الصاروخ واعتراضه قبل وصوله إلى “الأراضي الإسرائيلية” باستخدام أنظمة الدفاع المتقدمة مثل “حيتس 2″ و”حيتس 3”.

ووفقاً لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، فإن الصاروخ الباليستي اليمني وصل إلى وسط “إسرائيل” وتم اكتشافه في مرحلة متأخرة جداً، مما أثار القلق بشأن كفاءة الدفاعات الجوية الإسرائيلية في التعامل مع التهديدات البعيدة المدى.

في هذا السياق، أشار المحلل العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي إلى أن الصاروخ قد يكون مزوداً بأجنحة وأنظمة ملاحة مقاومة للتشويش، مما قد يجعل عملية اعتراضه أمراً بالغ الصعوبة.

كما تساءلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن فعالية أنظمة الدفاع الإسرائيلية مثل “مقلاع داوود” و”القبة الحديدية” في التصدي لمثل هذه الهجمات، وكيف تمكن الصاروخ اليمني من اجتياز جميع الدفاعات للوصول إلى العمق الإسرائيلي.

يُذكر أن عملية الاعتراض الفاشلة تمت عبر منظومتي “حيتس 2″ و”حيتس 3” الأكثر تطوراً، المخصصة للتعامل مع الأهداف الجوية خارج المجال الجوي، بما في ذلك الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى