“السعودية وإسرائيل”: تحالف استراتيجي يخفيه الصمت الدبلوماسي
فضح أكاديمي إسرائيلي عمق العلاقات غير المعلنة بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
وفي تصريحات مثيرة، أفاد البروفيسور الكسندر بلاي، المتخصص في الشؤون الأمنية والاستخباراتية، عن استثمارات إسرائيلية ضخمة في مشروع “نيوم” السعودي على سواحل البحر الأحمر.
وأوضح بأن التعاون بين السعودية والكيان الإسرائيلي يتعدى ما هو معلن، مؤكداً أن السعودية تعتمد “سلاماً صامتاً” مع إسرائيل، مشابهاً للتعاون الذي كان قائماً مع الأردن قبل توقيع اتفاق السلام عام 1994.
ولفت الأكاديمي الإسرائيلي إلى إن السعودية تتبنى نهجا مماثلًا للأردن، حيث كانت العلاقات غير الرسمية قوية للغاية قبل الإعلان عن السلام مع عمان.
وأضاف أن إسرائيل كانت تشارك في عمليات مشتركة مع الأردن، بما في ذلك التنسيق الأمني وملاحقة “المطلوبين” في المنطقة، دون أن يتم الإعلان عن تلك التعاونات رسمياً.
وأكد الأكاديمي الإسرائيلي إلى أن إسرائيل استثمرت حوالي 12 مليار دولار في مشروع “نيوم” الذي تسعى السعودية لتطويره، مما يعكس تنامي التعاون الاقتصادي بينهما خلف الكواليس.
وأوضح أنه في إحدى زياراته الأخيرة للرياض، تم ترتيب أوراقه الرسمية بسرعة رغم حمله جواز سفر إسرائيلي، مما يعكس الانفتاح المتزايد من نظام أبن سلمان.
كما تحدث بلاي، عن شعوره بالارتياح عند تواجده في الرياض، قائلاً: “أتحدث العبرية هناك وأشعر بالأمان أكثر من باريس”، في إشارة إلى تطور التواجد الإسرائيلي في السعودية.
وأشار إلى أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يبدي انفتاحاً غير مسبوق على العلاقات مع إسرائيل، ويشجع على تبادل الزيارات التجارية والاقتصادية، مما يعكس تغيراً جذرياً في السياسة السعودية تجاه إسرائيل.
رغم غياب الإعلان الرسمي عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، إلا أن المؤشرات تتزايد على تعزيز التعاون بين الطرفين في مجالات الأمن والاقتصاد، وخاصة في المشاريع الضخمة مثل “نيوم”.
يبدو أن العلاقات بين السعودية والكيان الإسرائيلي تتطور من خلف الستار، هذه العلاقات المتنامية قد تكون لها تداعيات كبيرة على المشهد السياسي في المنطقة، خصوصاً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والقضايا العربية المشتركة التي يتم تجاهلها أو تقليصها لصالح مصالح إسرائيلية سعودية بعيدة عن الأضواء.