اخبارالاخبار الرئيسيةتقارير وتحليلات

صحافة تتوسل الإنصاف.. وأطفال يوارون التراب بصمت

اليمن الجديد نيوز| تقارير| خاص|

تعرضت صنعاء إلى واحدة من أبشع المآسي الإنسانية، عصر الأربعاء الماضي، غارات إسرائيلية استهدفت قلب العاصمة، لتسقط عشرات الصحفيين والمدنيين في لحظة واحدة. ما جرى لم يكن مجرد قصف، بل مجزرة بحق الصحافة والإنسانية معاً.

استهدفت الغارات مبنى صحيفتي 26 سبتمبر واليمن العريقتين، مخلفة استشهاد 30 صحفياً يمنياً، وأكثر من 200 مواطن بين قتيل وجريح. لم يتوقف الدمار عند مبنى الصحافة، بل امتد ليشمل منازل مجاورة، طامساً حياة أسر كاملة.

من بين القصص المفجعة، عائلة الضمدي التي طوت الصواريخ الإسرائيلية حياتها في لحظة، خمسة عشر فرداً من نساء وأطفال تحت ركام منزلهم.

وفي ذات اللحظة، كان أطفال الحي يتابعون مباراة اليمن والسعودية بلهفة، قبل أن تتحول فرحتهم إلى مأساة مدوية تحت أنقاض منازلهم.

الأكثر إيلاماً أن بعض الصحفيين كانوا ينتظرون نهاية المباراة ليكتبوا خبراً يدخل البهجة في قلوب الجماهير، فإذا بالحدث يتحول إلى جريمة صهيونية أزهقت أرواح الأبرياء.

الروايات الإنسانية من قلب المأساة تفضح صمت العالم، أب خرج صباحاً إلى عمله، ليعود مساءً بلا عائلة، بلا بيت، وآخر غادر للحظات ليشتري دواءً لطفلته، وعاد ليجد أن لا طفلة بقيت ولا منزل.

الحي الذي كان يضج بضحكات الأطفال وبراءة لعبهم، صار اليوم مقبرة مفتوحة وشاهداً على جريمة عابرة لكل القوانين والأعراف.

ما يزيد من عمق الجرح هو غياب الموقف الدولي.

لو كان هؤلاء الصحفيون يحملون جوازات غربية أو خليجية، لامتلأت المنابر ببيانات الإدانة والشجب، لكن دماء اليمنيين تقابل بالصمت، وكأن أرواحهم أقل قيمة في موازين “الإنسانية الانتقائية”.

دماء الصحفيين الثلاثين الذين استهدفوا في مقرين صحفيين يزيد عمرهما عن ستة عقود، إلى جانب مئات المدنيين، تتوسل اليوم إلى العالم ليتحرك، ليدين، ليحاسب، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي وبدعم أمريكي، ماضٍ في استباحة كل المحرمات الدولية، بينما يواصل الضمير العالمي صمته القاتل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى