اخبارالاخبار الرئيسيةتقارير وتحليلات

هدوء ما قبل العاصفة؟ اتفاق هش يسبق الحرب الكبرى

اليمن الجديد نيوز| تقارير| خاص|

شهد منتجع شرم الشيخ المصري الإثنين، توقيع اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بين قادة الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا، في خطوة وصفت بأنها تتويجٌ لمسار طويل من الوساطات والضغوط الإقليمية والدولية.

لكن اللافت في هذا الاتفاق أن طرفي الصراع الأساسيين – إسرائيل وحركة المقاومة حماس – لم يكونا حاضرين في القاعة التي شهدت مراسم التوقيع، ما جعل كثيرين يتساءلون: من الذي وقّع مع من؟ ومن الذي منح السلام شرعيته دون حضور الأطراف؟

يطرح هذا الغياب تساؤلات حول جوهر الاتفاق ومضمونه الحقيقي، خاصة أن التهدئة التي تم الإعلان عنها تبدو – وفق مؤشراتٍ ميدانية – أقرب إلى ترتيب مؤقت لإعادة إنعاش إسرائيل وتجميل وجهها بعد جرائم الإبادة التي ارتكبتها بحق المدنيين الفلسطينيين، أكثر من كونها اتفاقاً متكافئاً يضع حداً نهائياً للمأساة الإنسانية في غزة.

فبينما بدت الصور الرسمية للقمة احتفالية ومفعمة بالتصريحات الدبلوماسية، كان في الخلفية شعب محاصر ومدن مدمرة وجراح مفتوحة لم تندمل بعد.

ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة والدول الداعمة للاتفاق تحاول كسب مزيد من الوقت عبر هذه التهدئة المؤقتة، ريثما يتم ترتيب ملفات سياسية وأمنية أوسع في المنطقة تصب في خانة المصلحة الأمريكية والإسرائيلية.

فالأتفاق لا يحمل ضمانات ملزمة تمنع إسرائيل من استئناف عملياتها العسكرية، ولا يتضمن آلية رقابة دولية واضحة على الالتزام ببنوده، ما يجعل فرص انهياره قائمة في أي لحظة.

وفي المقابل، يبرز غياب روسيا والصين – كقوتين دوليتين تمتلكان حق النقض في مجلس الأمن – بوصفه ثغرة جوهرية في تركيبة الضمانات الدولية.
فغياب هاتين القوتين، اللتين طالما شددتا على مبدأ التوازن في إدارة الصراعات، يضعف من مصداقية الاتفاق ويفقده مظلة الردع المطلوبة لوقف أي خروقات من جانب الكيان الإسرائيلي.

ويرى بعض المحللين أن الاتفاق الحالي أقرب إلى “مرحلة إنعاش سياسي” لتخفيف الضغط عن إسرائيل بعد حالة السخط الجماهيرية الواسعة في عدد من الدول، وفي مقدمتها الأوروبية، أكثر منه اتفاق سلامٍ حقيقي ينهي الحرب أو يضمن عدم تكرارها.

فالتفاهمات التي تمت في شرم الشيخ تبدو هشة، محكومة بالتحولات الميدانية والإرادات الخارجية أكثر مما تعبر عن إرادة داخلية لدى أطراف الصراع (محتل – مقاوم).

وبينما يحتفل الوسطاء بالإنجاز الدبلوماسي، يبقى الواقع في غزة قابلاً للاشتعال من جديد في أي لحظة، ما لم تترافق هذه التهدئة مع مسارٍ سياسي حقيقي يعالج جذور الأزمة: إنهاء الاحتلال، ورفع الحصار، وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى