عدن بين الأمس واليوم: منارة المقاومة أم بوابة التطبيع؟

اليمن الجديد نيوز| أخبار|
أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى بصنعاء مهدي المشاط أن ثورة الرابع عشر من أكتوبر تمثل منارة وطنية للتحرر ومواجهة الاحتلال، مشدداً على ضرورة ترسيخ ثقافة الحرية ورفض الوصاية الخارجية، في ظل ما وصفه بمحاولات الاحتلال المقنع للنيل من إرادة الشعب اليمني.
وقال المشاط في خطاب له بمناسبة الذكرى السنوية للثورة إن أعداء الثورة والتحرر سعوا إلى تغييب التاريخ العظيم للمناضلين والثوار الذين فجروا ثورة أكتوبر، وأصروا على تزوير هذا التاريخ المجيد والاستخفاف بتضحيات الشعب، ما أدى إلى حالة من الفوضى المفاهيمية المضللة.
وأضاف أن من وصفهم مرتزقة الاحتلال الجديد تجرأوا على الجمع بين الاحتفاء بثورة أكتوبر والتملق للاحتلال الأجنبي، متهماً إياهم بتبرير وجوده وخدمة أجنداته، داعياً إلى خوض معركة الوعي الوطني وجعل من ثورة أكتوبر منارة تهتدي بها الأجيال في معركتها التحررية الشاملة.
وأشار المشاط إلى أن الشعب اليمني أعاد الاعتبار لثورة أكتوبر بالصمود والثبات والتصدي البطولي للعدوان الأمريكي السعودي على مدى عشرة أعوام، مؤكداً أن هذه السنوات لم تلِن فيها عزيمة الشعب ولم تنكسر إرادته ولم يتراجع عن حقه في الحرية والاستقلال.
وفي سياق حديثه عن القضية الفلسطينية، عبر المشاط عن فخره بالتفاعل الشعبي في المحافظات الجنوبية مع معاناة أهل غزة، مشيداً بدور مدينة عدن التاريخي في دعم المقاومة الفلسطينية، حيث احتضنت أول مكتب لمقاطعة العدو الصهيوني وفتحت معسكرات تدريب للمجاهدين المتطوعين، وقدمت السلاح والدعم اللوجستي للمقاومة في بداياتها.
واعتبر المشاط أن من المؤسف أن تستقبل عدن اليوم ضباطاً من جيش العدو وجهاز الموساد الإسرائيلي، وأن تُسمع فيها أصوات نشاز تدعو إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني، في مشهد يتنافى مع تاريخ المدينة ومجدها النضالي.
ودعا المشاط أحفاد المناضلين والثوار في عدن ولحج والضالع وأبين والمهرة وشبوة وحضرموت ومأرب وتعز وكل المحافظات اليمنية إلى الوقوف صفاً واحداً في وجه المرتزقة وأدوات الصهاينة، متمسكين بإرث الأجداد وراية الكرامة والهوية الإيمانية والعروبة الأصيلة، نصرة لفلسطين.
وأكد أن يوم الرابع عشر من أكتوبر يمثل للغزاة والمحتلين الجدد ذكرى تقض مضاجعهم وتذكرهم بمصير كل غازٍ محتل على أرض اليمن، مشدداً على أن التضحيات التي قدمها الشعب اليمني لن تزيده إلا إصراراً وثباتاً على موقفه المحق مهما بلغ حجم التضحيات.
وفيما يتعلق بتطورات الوضع في غزة، أكد المشاط أن القيادة في صنعاء، في حالة يقظة واستعداد كامل لمتابعة تنفيذ الاتفاق الخاص بإنهاء العدوان على القطاع وإدخال المساعدات، مشيراً إلى الجهوزية للاستجابة لأي تطور في هذا الشأن.
كما أعلن عن توجه لتطوير القدرات العسكرية في مختلف المجالات، بهدف تحقيق الردع في ظل الهجمة العدوانية الشرسة على اليمن والأمة، مؤكداً مواصلة الدفاع عن الوطن حتى تحرير كل شبر من أراضي الجمهورية اليمنية وطرد كل محتل غاصب استباح ثروات الشعب وسفك دماء أبنائه.
وختم المشاط بدعوة النظام السعودي إلى الانتقال من مرحلة خفض التصعيد إلى إنهاء العدوان والحصار والاحتلال، وتنفيذ الاستحقاقات الواضحة للسلام، معتبراً أن ذلك هو الحل الأقرب لقطع الطريق أمام من يستثمر في الحروب بين أبناء الأمة خدمة للكيان الصهيوني.