انسحاب أم إعادة تموضع؟ القرار الذي أربك المحللين!

اليمن الجديد نيوز| أخبار
أعلن معهد البحرية الأمريكية عن رسو حاملة الطائرات العملاقة يو إس إس هاري ترومان في خليج سودا باليونان يوم الخميس، وذلك بعد نحو 50 يوماً من انتشارها في البحر الأحمر، في خطوة تُعزز التكهنات بتراجع النفوذ العسكري الأمريكي في المنطقة أمام تصاعد القوة الاستراتيجية لصنعاء.
وكانت الحاملة الأمريكية، إحدى أكبر الوحدات البحرية في العالم، قد عبرت قناة السويس يوم الاثنين متجهة إلى البحر المتوسط، تاركة خلفها في البحر الأحمر فقط المدمرة يو إس إس ستاوت والطراد يو إس إس غيتيسبرغ، فيما يُعتبر هذا الانسحاب الثالث من نوعه خلال 15 شهراً الذي تغادر فيه الولايات المتحدة المنطقة دون وجود حاملة طائرات، وهو ما يلفت الأنظار إلى التحولات الجيوسياسية في المنطقة.
وتشير مصادر عسكرية إلى أن مغادرة الحاملة الأمريكية تأتي في سياق متصل مع تعزيز صنعاء لقدراتها الردعية والدفاعية، والتي فرضت واقعاً جديداً قلص من القدرة الأمريكية على الحضور العسكري المكثف، خاصة بعد سلسلة العمليات النوعية التي أظهرت فيها صنعاء قدرة على تعطيل المناورات البحرية وتحدي السيطرة التقليدية.
وعلق محللون استراتيجيون بأن الانسحاب المتكرر للحاملات الأمريكية من البحر الأحمر دون بديل يعكس فشلًا في تحقيق الأهداف المرجوة، في مقابل صعود قوة صنعاء التي حولت المنطقة إلى ساحة معقدة للمواجهات غير المتكافئة.. وأضافوا: الرسالة واضحة: صنعاء لم تعد طرفاً هشاً، بل لاعباً رئيسياً يُعيد رسم تحالفات القوى.
ويأتي هذا التحرك بعد أشهر من التصعيد في المنطقة، حيث واجه الأسطول الأمريكي تحديات لوجستية وعسكرية متزايدة، بينما تصاعدت عمليات صنعاء العسكرية والاستخباراتية التي أثارت إعجاب المراقبين بقدرتها على إدارة معادلات القوة رغم الحصار.
ويرى مراقبون أن استمرار تفريغ البحر الأحمر من الحاملات الأمريكية قد يُفتح الباب أمام مزيد من التعزيزات المحلية والإقليمية لملء الفراغ، مع تأكيد صنعاء دورها كقوة إقليمية فاعلة قادرة على إعادة هندسة الأمن البحري بعيداً عن الهيمنة التقليدية.