اخبارالاخبار الرئيسية

اختفاء ثم جثمان في المستشفى.. ما الذي جرى خلف أبواب الحزام الأمني؟

اليمن الجديد نيوز| أخبار|

تشهد قضية وفاة الشيخ أنيس الجردمي تفاعلاً واسعاً بعد اتساع دائرة الأسئلة حول ظروف احتجازه والملابسات التي سبقت إعلان وفاته داخل أحد سجون الحزام الأمني في مدينة عدن، وسط تضارب واضح بين الروايات الرسمية وأقوال الأسرة وشهادات ناشطين.

وتؤكد أسرة الجردمي أن ابنها احتجز منذ الأيام الأولى دون السماح له بالزيارة أو التواصل، مشيرة إلى أن وضعه الصحي تدهور سريعاً خلال فترات احتجازه.

وبحسب العائلة، وصلت إليهم معلومات من داخل مكان الاحتجاز تفيد بتعرضه لمعاملة قاسية وحرمان من الطعام، وهو ما بدأت ملامحه تظهر لاحقاً خلال الزيارة الوحيدة التي سُمِح لهم بها، حيث بدا في حالة إنهاك شديد وصعوبة في الحديث.

وتقول الأسرة إن هذه المؤشرات كانت دليلاً على تعرضه لانتهاكات خطيرة، معتبرة أن تلك الظروف شكلت سبباً مباشراً في وفاته.

وتضيف أن اعتقاله جاء على خلفية منشورات مسيئة لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، بحسب روايات ناشطين.

وفي المقابل، أشارت النيابة إلى أن التشريح الذي جرى للجثة توصل إلى أن الوفاة “طبيعية”، بينما أظهرت تحاليل مختبرات خاصة – وفق تسريبات متداولة – وجود نسبة من المواد السامة في الجثمان، وهو ما أثار مزيداً من الجدل.

وأوضح أفراد من الأسرة أنهم لم يكونوا على علم مسبق بقرار التشريح أو إجراءاته.

وفي تطور لافت، أدلى سعد الجردمي، نجل الفقيد، بشهادة مؤلمة حول تفاصيل ما وصفه بـ“تصفية والده” داخل سجن الحزام الأمني الذي يديره جلال الربيعي.

وقال إن والده اختطف من دون أي مسوغ قانوني أو عرض على النيابة، ولم تعرف أخبار عنه إلا بعد العثور على جثمانه في أحد مستشفيات عدن.

وبين سعد أنه عاد من المملكة العربية السعودية قاصداً زيارة والده، لكن صدمة الوفاة سبقته بساعات.

كما ذكر أنه لم يسمح له بإلقاء نظرة الوداع إلا بعد رفع طلب رسمي لقيادة الحزام الأمني.

وأشار إلى أن الأسرة تلاحق الملف منذ خمسة أشهر في أروقة النيابة والقضاء، دون أن تحصل على أي تجاوب رسمي أو خطوات ملموسة، مؤكداً أن الجهة التي احتجزت والده معلومة وليست محل خلاف.

وختم حديثه بالقول إن ما تواجهه الأسرة لا يعكس سلوك دولة أو مؤسسات قضائية، بل ممارسات وصفها بأنها تشبه تصرفات مجموعات تعمل خارج إطار القانون.

وما تزال القضية تثير موجة غضب واسعة ومطالبات بفتح تحقيق مستقل وشفاف يكشف حقيقة ما جرى والجهة المسؤولة عن وفاة الجردمي، في وقت تلتزم فيه الجهات الأمنية المعنية الصمت حتى اللحظة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى