السعودية تناور.. آخر فصول الهروب إلى الأمام في الملف اليمني

اليمن الجديد نيوز| أخبار|
تتواصل التحركات الدبلوماسية السعودية بشأن الملف اليمني في مشهد يصفه مراقبون بأنه محاولة للهرب إلى الأمام وإعادة تقديم نفسها كـ”وسيط سلام”، رغم كونها أحد أبرز أطراف الحرب الدائرة منذ أكثر من عشر سنوات.
ففي غياب كامل لأي حضور رسمي يمني، أعلن السفير السعودي لدى مجلس القيادة الرئاسي محمد آل جابر، عقد اجتماع مع سفراء الاتحاد الأوروبي في مقر الاتحاد بالرياض، لمناقشة ما وصفه بـ”الجهود المشتركة لدعم الحكومة اليمنية ودفع عملية السلام”.
هذه اللقاءات المتكررة، التي تعقد خارج الأراضي اليمنية وبمعزل عن اليمنيين أنفسهم، أثارت دهشة واستهجان المراقبين الذين يرون أن السفير السعودي يتصرف وكأنه الحاكم الفعلي لليمن، في تجاوز واضح لأدوار البعثات الدبلوماسية المعترف بها دولياً.
وبالتوازي، كان آل جابر قد استقبل أمس وفداً من البرلمان الدنماركي لبحث جهود المملكة السياسية والاقتصادية لدعم مسار السلام. وتحدث مجدداً عن مشاريع البرنامج السعودي للتنمية والإعمار، مؤكداً أنها ساهمت في دعم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وتحسين الخدمات.
لكن النقاد يعتبرون هذه الخطابات جزءاً من رواية سعودية جديدة تحاول من خلالها الرياض تصوير نفسها كقوة “داعمة للاستقرار والتنمية”، متجاهلة أن الحرب التي قادتها تركت آثاراً إنسانية واقتصادية كارثية ما تزال تتعمق حتى اليوم.
ويؤكد مراقبون أن أي حديث عن وساطة سعودية يظل فاقداً للحياد والمصداقية ما لم يبنى على اعتراف واضح بدورها في النزاع، وضمان أن يكون اليمنيون أنفسهم الطرف الرئيسي في أي حوار يتعلق بمستقبل بلدهم.



