هجوم قرصنة قرب باب المندب يعيد المخاوف بشأن تعافي حركة التجارة في البحر الأحمر
تصاعد تهديدات الملاحة الدولية ومخاوف من عودة القرصنة في واحد من أهم الممرات البحرية العالمية

اليمن الجديد نيوز | أخبار
أعادت حادثة تعرض سفينة تجارية لهجوم قرب مضيق باب المندب، الجمعة، المخاوف من عودة التهديدات الأمنية التي تعيق انسياب حركة التجارة العالمية عبر البحر الأحمر، أحد أهم الممرات البحرية الدولية.
وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إن سفينة كانت تعبر المضيق على بعد 15 ميلاً بحرياً غرب السواحل اليمنية أفادت برصد ما يقرب من 15 قارباً صغيراً اقترب بعضها لمسافة “كابل أو كابلين”، قبل أن يحدث تبادل لإطلاق النار. وبحسب البلاغ الصادر عن الهيئة، فإن القوارب انسحبت لاحقاً دون وقوع إصابات، فيما واصلت السفينة رحلتها نحو وجهتها التالية.
وأشار مركز عمليات التجارة البحرية التابع للجيش البريطاني إلى أن الحادث تضمن مطاردة سفن صغيرة للسفينة وإطلاق النار عليها. ونقلت مجلة “لويدز ليست” المتخصصة في الشحن البحري عن مصادر أمنية قولها إن السفينة المستهدفة هي “بوبيك” (IMO 9317781) التي ترفع علم بربادوس، ويبلغ وزنها 31,896 طناً، مؤكدة أن الزوارق اقتربت وطاردت السفينة على بعد 14 ميلاً بحرياً من منطقة ذُباب اليمنية في الخامس من ديسمبر.
وفي المقابل، نفت مصلحة خفر السواحل اليمنية التابعة لحكومة عدن تعرّض السفينة لأي إطلاق نار في باب المندب، مؤكدة عدم تسجيل بلاغات مماثلة في المنطقة التي تربط بين خليج عدن والقرن الأفريقي شمالي البحر الأحمر.
لكن مقطع فيديو حصلت عليه “لويدز ليست” أظهر فريق الأمن المسلح على متن السفينة وهو يتبادل إطلاق النار بالأسلحة الخفيفة مع القوارب، دون الإبلاغ عن إصابات، فيما واصلت السفينة طريقها جنوباً عبر البحر الأحمر.
ورجّحت المجلة أن الحادث ربما نُفّذ من قبل صيادين محليين يدافعون عن شباكهم أو قراصنة صوماليين، مشيرة إلى أن الواقعة تأتي بعد فترة هدوء طويلة عقب توقف هجمات قوات حكومة صنعاء على السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في غزة في 10 أكتوبر الماضي. وترى المجلة أن هذا الهجوم قد يعيد إلى الواجهة مخاوف ملاك السفن الذين بدأوا يفكرون في استئناف العبور عبر البحر الأحمر بعد أشهر من التوقف.
وتُظهر بيانات “لويدز ليست إنتليجنس” ارتفاعاً تدريجياً في حركة الملاحة عبر باب المندب وقناة السويس، حيث سجّل الشهر الماضي أعلى مستوى للعبور منذ نحو عامين. ومع ذلك، لا تزال المنطقة عرضة للتقلبات الأمنية، مما يجعل استعادة الثقة الكاملة في خط الملاحة أمراً يحتاج وقتاً وضمانات أكبر.
وكان مضيق باب المندب قد شهد خلال العامين الماضيين سلسلة هجمات نفّذتها قوات حكومة صنعاء ضد سفن إسرائيلية وأمريكية وبريطانية، على خلفية الحرب الإسرائيلية على غزة، قبل أن تتوقف تلك الهجمات مع بدء الهدنة الإنسانية في أكتوبر الماضي.



