تحليل عبري: تحولات جنوب اليمن تفتح نافذة نفوذ جديدة أمام “إسرائيل”
صحيفة عبرية ترى في تمدد حلفاء الإمارات وثروات الجنوب فرصة استراتيجية واقتصادية لتل أبيب قرب ممرات الملاحة الدولية

اليمن الجديد نيوز | أخبار
كشف تحليل نشرته صحيفة عبرية عن قراءة إسرائيلية للتطورات المتسارعة في جنوب اليمن، معتبرةً أن تنامي نفوذ القوى المدعومة من الإمارات وما يرافقه من تحولات سياسية واقتصادية قد يفتح أمام “إسرائيل” فرصاً استراتيجية جديدة في واحدة من أكثر مناطق العالم حساسية من الناحية الجيوسياسية.
وقالت صحيفة جيروزاليم بوست إن تصاعد الحديث عن كيان جنوبي مستقل، مدعوم بموارد طبيعية كبيرة، قد يمنح “إسرائيل” حليفاً إقليمياً محتملاً قريباً من طرق الملاحة الحيوية في خليج عدن والبحر الأحمر، وهي ممرات تؤثر بشكل مباشر على التجارة العالمية وأمن الطاقة.
ووفق التحليل، فإن هذا الواقع المحتمل يوفّر لتل أبيب بدائل استراتيجية على مستوى النفوذ الإقليمي، في ظل التحولات التي يشهدها المشهد اليمني.
ويرى التحليل أن وجود طرف متحالف مع الإمارات في جنوب اليمن قد يسهم، من وجهة النظر الإسرائيلية، في تقليص نفوذ خصومها الإقليميين، وخلق بيئة أكثر ملاءمة لبناء شراكات أمنية وسياسية في محيط البحر الأحمر.
وتذهب الصحيفة إلى أن الجنوب، بحكم موقعه وثقله الاقتصادي المحتمل، يمكن أن يشكل حلقة مهمة في أي ترتيبات إقليمية جديدة تستهدف إعادة تشكيل موازين القوة في المنطقة.
كما سلط التقرير الضوء على الثروات الطبيعية في المحافظات الجنوبية، لا سيما النفط والغاز والمعادن، معتبراً أنها قد تجعل من الكيان الجنوبي المحتمل شريكاً اقتصادياً جذاباً لـ“إسرائيل” ولدول عربية أقامت علاقات معها خلال السنوات الأخيرة.
وبحسب التحليل، فإن هذه الموارد قد تفتح أمام تل أبيب آفاق تعاون في مجالات الطاقة والاستثمار، وتمنحها هامش حركة أوسع في مواجهة تقلبات الأسواق والتحولات السياسية الإقليمية.
وأشار التحليل إلى أن اتساع نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي في مناطق تُعد تقليدياً ضمن دائرة النفوذ السعودي قد يؤدي إلى إرباك توازنات القوى داخل اليمن، ويحد من قدرة الرياض على التأثير في مسار الأحداث مقارنة بالسنوات السابقة.
وترى الصحيفة أن هذا التحول قد يسمح بدخول لاعبين جدد إلى الساحة اليمنية، في ظل تراجع دور أطراف إقليمية كانت ممسكة بالمشهد.
وفي السياق ذاته، ذكّر التقرير بتصريحات سابقة لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، أبدى فيها انفتاحاً على التطبيع مع “إسرائيل”، معتبراً أن مثل هذه المواقف قد تمهّد لتعاون سياسي واقتصادي مستقبلي، وإن كانت الصحيفة قد استبعدت أن ينعكس ذلك فوراً على المعادلات الأمنية القائمة.
وختمت جيروزاليم بوست تحليلها بالإشارة إلى أن تغير الخريطة السياسية في اليمن، حتى لو منح “إسرائيل” فرص نفوذ جديدة، لن يعني بالضرورة تراجع التحديات الأمنية في البحر الأحمر أو توقف عمليات قوات صنعاء، مؤكدة أن المشهد اليمني سيظل معقداً وقابلاً للتصعيد، رغم محاولات إعادة تشكيله إقليمياً ودولياً.
المصدر: صحيفة جيروزاليم بوست العبرية



