جمعة دامية في إسرائيل لن تمحوها الذاكرة

اليمن الجديد نيوز | أخبار |
دوت الانفجارات في بئر السبع ومنطقة حيفا شمالي الأراضي الفلسطينية المحتلة فجر الجمعة، إثر ضربة صاروخية دقيقة نفذتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد أهداف إسرائيلية، في تصعيد عسكري لافت.
وأسفرت الضربة عن دمار واسع، فيما سادت حالة من الهلع بين السكان، وسط تقارير عن إصابات وخسائر مادية كبيرة.
ورغم ما تروجه تل أبيب عن منظوماتها الدفاعية وقدراتها التكنولوجية المتقدمة، كشفت الضربة الإيرانية عن ثغرات خطيرة في البنية الأمنية الإسرائيلية، وأظهرت هشاشة البنية التحتية في مدن يفترض أنها محصنة.
أحد الأهداف للهجوم الصاروخي الإيراني أصاب مبنى مكوناً من ستة طوابق، ما أدى إلى تدميره وتضرر عشرات الشقق المجاورة، وفق ما أعلنه الإسعاف الإسرائيلي، فيما اضطرت شركة القطارات إلى إغلاق محطة بئر السبع بعد تعرضها لأضرار مباشرة.
ولم يكن الهدف عشوائياً، إذ أكدت وكالة الأنباء الإيرانية أن الضربة استهدفت مركز غاف يام نيغيف التكنولوجي، أحد أهم المواقع التي تضم مؤسسات عسكرية وسيبرانية إسرائيلية حساسة، في رسالة إيرانية واضحة مفادها أن اليد التي تقصف يمكنها أيضاً أن تصيب مكامن القوة بدقة.
إلى ذلك أفادت وسائل إعلام عبرية بإصابة أكثر من 22 إسرائيلياً بجروح متفاوتة، بينهم ثلاثة في حالة خطيرة، في حصيلة أولية للهجمات الصاروخية الإيرانية الأخيرة.
ووصفت شهادات محلية من سكان بعض المناطق المستهدفة الصواريخ الإيرانية بأنها “تسونامي بدرجة 100 من 100″، وهو وصف غير مألوف في الخطاب الإسرائيلي، ويعكس حجم الصدمة النفسية التي خلفها الهجوم.
هذا التوصيف الشعبي، وإن جاء من سياق انفعالي، يفتح تساؤلات حول الاستعداد النفسي الإسرائيلي لأي تصعيد مع طرف يمتلك قدرات صاروخية بعيدة المدى، كما يعكس تغيراً في توازن الردع الذي كان طويلاً أحادي الاتجاه.
ونقل مراقبون استغرابهم من التوصيفات الإسرائيلية التي أطلقت على الهجمات الصاروخية الإيرانية، بأنها “تسونامي بدرجة 100 من 100″، رغم اقتصارها على أيام معدودة، معتبرين أن هذا التعبير يكشف حجم التأثير النفسي داخل إسرائيل، لكنه في الوقت ذاته يطرح تساؤلات جوهرية حول المعايير الإنسانية والإعلامية المزدوجة.
وتساءل المراقبون، إذا كانت تلك الضربات الإيرانية، على محدوديتها، توصف بهذا الشكل، فكيف يجب توصيف ما جرى في غزة؟ عام ونصف من القصف اليومي، والحصار، والتجويع، والتدمير الممنهج، خلف أكثر من 55 ألف شهيد فلسطيني، ومئات آلاف الجرحى، وآلاف المفقودين تحت الأنقاض.
وأكدوا أن ما تعرض له المدنيون في غزة يعد منظومة إبادة شاملة حولت المدينة إلى ركام، وسط صمت دولي وتجاهل إعلامي، في مقابل تغطية واسعة لصاروخ سقط على مبنى في بئر السبع.
ويرى المراقبون أن الرد الإيراني لم يكن مجرد فعل عسكري، بل كشف التناقض الصارخ في خطاب الضحية والمعتدي، وطرح السؤال الأخلاقي الأكبر: من يحق له أن يصرخ؟ ومن يحاسب على ما اقترفه من دمار وقتل؟