البيت الأبيض غاضب وCNN تكشف المستور

اليمن الجديد نيوز | أخبار |
تواجه واشنطن حقيقة مربكة على خلفية تعقيدات المواجهة مع إيران، حيث كشفت اليوم شبكة CNN نقلاً عن تقييمات أولية للمخابرات الأميركية أن الضربات الجوية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية لم تحقق أهدافها الأساسية، وسط تصاعد الشكوك داخل المؤسسات الأمنية الأمريكية بشأن فعالية العملية.
وبحسب الشبكة، فإن قاذفات “بي-2” الأميركية وجهت ضربات متعددة لموقعي تخصيب اليورانيوم في فوردو ونطنز باستخدام قنابل شديدة الدقة، إلا أن أجزاء رئيسية من البرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك أجهزة الطرد المركزي واليورانيوم المخصب، لا تزال سليمة، وفق ما أكده التقرير.
ورغم الطابع الواسع للهجوم، رجحت التقديرات أن يكون الأثر الفعلي مؤقتاً، مشيرة إلى أن الضربات ربما أخرت التقدم الإيراني لبضعة أشهر فقط، بينما لا تزال مواقع نووية أخرى غير معلنة، يعتقد أنها قيد التشغيل ولم تقصف.
وفي محور موازٍ، أفادت CNN أن الولايات المتحدة استخدمت صواريخ توماهوك التي تطلق من الغواصات لاستهداف منشأة أصفهان النووية، متجنبة استخدام القنابل الخارقة للتحصينات، ربما بسبب العمق الجيولوجي للموقع، ما جعله خارج نطاق التأثير التقليدي.
لكن التباين ظهر سريعاً، مع نفي رسمي من البيت الأبيض لتلك التقييمات، حيث وصفها لمراسل الشبكة بأنها “خاطئة تماماً”.
وأضاف التقييم الضربات لم تفشل فقط في تدمير فوردو أو مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، بل عجزت حتى عن إتلاف أجهزة الطرد المركزي.
هذا التناقض بين ما تتداوله أجهزة الاستخبارات وما يصر عليه البيت الأبيض، يكشف ارتباكاً داخلياً بشأن نتائج العملية، ويطرح سؤالًا وجودياً في واشنطن، هل باتت إيران اليوم على بعد أسابيع فقط من امتلاك القدرة على تخصيب اليورانيوم بنسبة 90%، أي مستوى تصنيع السلاح النووي؟.
التقارير، التي لم تفندها طهران حتى اللحظة، تشير إلى فشل أمريكي عسكري – استخباراتي – سياسي، في آنٍ واحد، وتضع إيران في موقع أقوى تفاوضياً واستراتيجياً، خاصة إذا ثبت أن منشآتها الأكثر حساسية لم تتضرر، وأن قدرتها على الرد لا تزال قائمة.