تحرك أمريكي سري بالبحر الأحمر.. والحوثيون يراقبون

اليمن الجديد نيوز| تقارير | خاص|
تكثف الولايات المتحدة وجودها العسكري بشكل سري في البحر الأحمر، بتسهيلات مباشرة من المملكة العربية السعودية.
وكشف الإعلام الأمريكي تحول منشأة أمريكية نائية قرب البحر الأحمر إلى مركز لوجستي نشط، في تطور يشي بتحولات عسكرية متسارعة في خارطة تموضع القوات الأمريكية بالمنطقة.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز في تحليل موسع، أن القاعدة المعروفة باسم “منطقة الدعم اللوجستي جنكنز” (L.S.A. Jenkins)، والتي ظلت شبه مهجورة منذ إنشائها، بدأت تشهد توسعاً ملحوظاً منذ مطلع عام 2022، قبل أن تتسارع وتيرة التحركات فيها بشكل لافت خلال الأشهر الماضية.
من هامش التهميش إلى عمق الاستعداد
القاعدة، الواقعة على بعد نحو 20 ميلاً من الساحل الغربي للسعودية، انتقلت تدريجياً من حالة الجمود إلى موقع نشط على خارطة الدعم العسكري الأمريكي، لا سيما بعد تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران عقب الضربات المتبادلة، التي شملت منشآت نووية إيرانية وقواعد أمريكية في الخليج.
وتوضح الصحيفة أن “جنكنز” مرشحة لأن تكون حلقة محورية في سلاسل الإمداد الأمريكية، بما يعزز قدرتها على تنفيذ عمليات عسكرية على جبهات متعددة، بعيداً عن مدى الصواريخ الإيرانية قصيرة المدى التي تطال القواعد الأمريكية التقليدية.
أقمار ترصد.. ووزارة تلتزم الصمت
تحليل صور الأقمار الصناعية يكشف عن تحركات متسارعة في القاعدة، من بينها بناء منشآت جديدة وتوسيع البنية التحية، فيما رفض البنتاغون التعليق على الغرض العسكري من هذا النشاط أو صلته بالتصعيد الأخير مع إيران.
ويصف محللون هذه التحركات بأنها إعادة انتشار مدروسة تهدف لإعادة تمركز القوات في مواقع أكثر أماناً وتعدداً في خيارات الرد والدعم.
بين إيران واليمن.. خطوط النار تقترب
بريان كارتر، مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد “أميركان إنتربرايز”، أشار إلى أن الهدف من تطوير القاعدة هو تحييد البنية العسكرية عن التهديدات الإيرانية المباشرة، مع قابلية استخدامها لدعم مهام ضد الحوثيين (أنصار الله) في اليمن، حيث تتقاطع الجغرافيا مع تهديدات الطائرات المسيرة والصواريخ.
ورغم بعدها عن إيران، فإن قربها من اليمن يبقيها عرضة للهجمات، خصوصاً في ظل الاتهامات الأمرؤكية المتكررة لإيران بدعم جماعة الحوثيين (أنصار الله) وتزويدها بالتقنيات اللازمة لاستهداف الأصول الأمريكية في البحر الأحمر.
أبعد من مجرد قاعدة
يرى مراقبون أن “جنكنز” ليست مجرد منشأة عسكرية جديدة، بل تمثل عنواناً لاستراتيجية أمريكية أوسع تتجه نحو إعادة تموضع ديناميكي للقوات، يتماشى مع واقع التهديدات الجديدة وتغير أولويات الردع والسيطرة في الإقليم.
وفي الوقت الذي تتجه فيه المنطقة نحو مزيد من التصعيد، تبدو القاعدة أقرب إلى نقطة ارتكاز استراتيجية تعيد تشكيل موازين التموضع الأميركي بين الخليج والبحر الأحمر.
يبقى هذا التحرك الأمريكي في البحر الأحمر، مهما بدا بعيداً عن ساحة الاشتباك المباشر، لن يمر دون انتباه من جماعة الحوثيين (أنصار الله)، التي سبق وأن استهدفت البارجات الحربية الأمريكية في المنطقة، وتعلن باستمرار أنها تراقب أي نشاط عسكري أمريكي.