غير متوقع.. أول أمير سعودي يطالب واشنطن ضرب مفاعل ديمونا الإسرائيلي

اليمن الجديد نيوز | أخبار |
أثارت مقالة نارية للأمير تركي الفيصل، الرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية، عاصفة من الجدل الدولي، بعد اتهامه الغرب بازدواجية فاضحة في التعامل مع الملفين النوويين الإيراني والإسرائيلي، ومطالبته بتطبيق المعايير ذاتها على مفاعل ديمونة كما على منشآت طهران.
ووجه تركي الفيصل، انتقادات حادة لما وصفه بـ”ازدواجية المعايير الغربية”، متهماً واشنطن وحلفاءها بالتغاضي الفاضح عن البرنامج النووي الإسرائيلي، مقابل التصعيد المستمر ضد إيران.
وفي مقال له منشور على صحيفة ذا ناشيونال الإماراتية الناطقة بالإنجليزية، السبت، قال الفيصل بلهجة لافتة: في عالم يسوده الإنصاف، كنا سنرى قنابل B-2 الأمريكية تمطر ديمونا كما أمطرت منشآت إيران النووية.
هجوم غير قانوني.. ونفاق غربي فاضح
وانتقد الأمير السعودي موافقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على شن هجوم بقاذفات B-2 على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، واصفاً ذلك بـ”العمل الأحادي غير القانوني، مشبهاً تداعياته المحتملة بما جرى في العراق وأفغانستان.
ودعا الفيصل إلى العودة للدبلوماسية وتبني معايير موحدة، محذراً من أن استمرار السياسات الغربية الحالية سيقود إلى “نتائج غير مقصودة” وتدهور إضافي في الاستقرار الإقليمي.
مفاعل ديمونة.. الغائب الحاضر
وسلط الفيصل الضوء على ما وصفه بـ”التجاهل الغربي الممنهج” تجاه مفاعل ديمونة النووي، رغم أن إسرائيل تملك ترسانة نووية ولم توقّع على معاهدة حظر الانتشار النووي، ولا تسمح بعمليات تفتيش دولية.
وأضاف أن ما يبرر به الغرب الضربات ضد إيران- مثل التصريحات الإيرانية العدائية تجاه إسرائيل- يتغاضى بدوره عن تصريحات إسرائيلية سابقة، من بينها دعوة نتنياهو العلنية لتدمير الحكومة الإيرانية منذ عام 1996، وهو ما يفضح، بحسب الفيصل، “نفاقاً غربياً سافراً”.
تحذير من انهيار النظام الدولي
وفي سياق أوسع، حذر الفيصل من أن استمرار الكيل بمكيالين في السياسة الدولية، لا سيما فيما يخص السلاح النووي، يقوض شرعية القانون الدولي، ويشعر الدول العربية بأنها خارج معادلة العدالة العالمية.
وأشار إلى أن الموقف الغربي من روسيا في أوكرانيا يفضح هذا التناقض، حين يُدان غزو موسكو لأراضٍ أجنبية بينما تُمنح إسرائيل حصانة دبلوماسية وأمنية رغم تاريخ طويل من التصعيد.
دعوة لتصحيح المسار
وختم الفيصل دعوته بدعوة الغرب لتطبيق معايير شفافة وموحدة تجاه جميع القوى النووية، محذراً من أن الاستمرار في سياسة الانتقائية سيفاقم الأزمات ويقوّض فرص السلام العالمي.