نتنياهو يحدد ساعة الصفر لضرب صنعاء.. ومفاجأة في انتظاره

اليمن الجديد نيوز| تقارير| خاص|
تشير تقارير عبرية حديثة إلى أن “إسرائيل” تدرس تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق ضد اليمن، في ظل تصاعد الخسائر الاقتصادية التي تكبدها الكيان جراء الحصار البحري المفروض من قوات صنعاء، واستمرار الضغط على الخطوط الملاحية الإسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر سياسية اليوم، قولها إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ واشنطن خلال الأيام الأخيرة باستعداد “إسرائيل” للتحرك في اليمن، معتبراً أن التصعيد بات وشيكاً، وفق ما جاء في تقارير لقناة “كان” وصحيفة “يسرائيل هيوم”.
وبحسب الإعلام العبري، وجه وزير الأمن الإسرائيلي، إيلي كوهين، الجيش للاستعداد في تنفيذ حملة عسكرية موسعة تستهدف ما وصفه بـ”التهديد الحوثي”.
وتأتي هذه التهديدات الإسرائيلية الجديدة في وقت يواجه فيه نتنياهو ضغوطاً متزايدة داخلية بسبب ملفات الفساد التي تلاحقه، والانقسامات السياسية الحادة، فضلاً عن الإخفاق في حسم المعركة في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في أكتوبر الماضي.
صنعاء في الحسابات الإسرائيلية: ساحة مختلفة
المؤسسة الأمنية في “إسرائيل” تدرك أن الساحة اليمنية تختلف جذرياً عن غيرها من الجبهات التقليدية التي خاضت فيها تل أبيب حروباً مباشرة أو غير مباشرة، بحسب ما يورده محللون عسكريون إسرائيليون.
وكانت وسائل إعلام عبرية قد أقرت في أكثر من مناسبة بأن التصعيد مع صنعاء لم يحقق أهدافه، وأن أي حل عملي لإنهاء الهجمات على السفن الإسرائيلية لن يكون ممكناً دون التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وترى دوائر سياسية في المنطقة أن صنعاء تمكنت، على الرغم من مواردها المحدودة، من فرض واقع جديد في معادلة الصراع، من خلال تنفيذ عمليات عسكرية نوعية ضد الملاحة المرتبطة بإسرائيل، ما أدى إلى تحويل البحر الأحمر إلى منطقة محرمة على السفن الإسرائيلية التجارية، الأمر الذي ألحق أضراراً اقتصادية مباشرة بالاقتصاد الإسرائيلي.
الرهان الإسرائيلي على القوة العسكرية
رغم التقديرات العسكرية التي تحذر من مغبة التورط في حرب مفتوحة مع اليمن، يبدو أن القيادة الإسرائيلية تسعى لاستخدام التصعيد العسكري كوسيلة للهروب من الإخفاقات الداخلية، ومحاولة استعادة زمام المبادرة بعد فشل أدوات الردع التقليدية.
في المقابل، حكومة صنعاء أكدت مراراً أن استمرار عملياتها مرتبط بشكل مباشر بمسار الحرب في غزة، مشيرة إلى أن وقف الهجمات على السفن لن يتحقق إلا بإنهاء العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار عن القطاع.
فقدان التحكم
التحركات الإسرائيلية المتسارعة تجاه اليمن تعكس حالة ارتباك استراتيجي، إذ لم تعد تل أبيب، قادرة على التحكم في مجريات الصراع الإقليمي الممتد من غزة إلى باب المندب.
وبينما تستعرض إسرائيل خياراتها العسكرية، تبقى التحديات الجيوسياسية والاقتصادية أمامها أكثر تعقيداً من أن تحل عبر ضربات محدودة أو استعراض للقوة.
امتلاك صنعاء قوة مفاجئة
ويرى مراقبون أن صنعاء لا تزال تحتفظ بأوراق قوة لم تستخدم بعد، وأن قدرتها على إرباك الحسابات الإسرائيلية قد تدفع تل أبيب مجدداً للجوء إلى واشنطن طلباً للدعم والوساطة، تماماً كما حدث في جولات التصعيد السابقة.
وأكدوا أن المعركة المفتوحة لم تعد تقف عند حدود غزة، بل باتت تشمل ميداناً بحرياً واقتصادياً واسعاً، تمسك صنعاء بمفاتيحه، ما يجعل أي مغامرة عسكرية إسرائيلية محفوفة بمخاطر استراتيجية قد تتجاوز قدرة “إسرائيل” على التحكم بنتائجها.