اخبارالاخبار الرئيسيةتقارير وتحليلات

الوقت ينفد..تحذيرات دولية لإنقاذ سقطرى

اليمن الجديد نيوز | تقارير |

حذرت شبكة CNBC الأمريكية في تقرير حديث من أن جزيرة سقطرى اليمنية، والتي تعرف عالمياً بتنوعها البيئي الاستثنائي، تواجه تهديدات متصاعدة قد تعرضها لفقدان جزء كبير من ثروتها الطبيعية، على غرار ما حدث سابقاً في جزر غالاباغوس الشهيرة.

وبحسب التقرير، فإن الجزيرة الواقعة قبالة سواحل القرن الإفريقي، تضم أكثر من 825 نوعاً نباتياً، لا يوجد ثلثها في أي مكان آخر على وجه الأرض، وفقاً لتصنيف منظمة اليونسكو.

ويعزى هذا التنوع إلى العزلة الجغرافية الطويلة التي عاشت فيها الجزيرة على مدى ملايين السنين.

تغير مناخي وضغوط بشرية

لكن هذه العزلة لم تعد كافية، إذ يشير التقرير إلى أن الأعاصير المتكررة، وفترات الجفاف، والرعي الجائر، والسياحة غير المنظمة، باتت تشكل تهديداً مباشراً على التوازن البيئي في الجزيرة.

وقال كاي فان دامه، الباحث البيئي الذي عمل في الجزيرة لعقود، إن التغير المناخي يمثل “التهديد الأخطر”، مشيراً إلى أن حجم الجزيرة الصغير وهشاشتها المناخية يجعلانها أكثر تأثراً بالتغيرات المناخية الطفيفة.

وذكر فان دامه أن الأعاصير التي ضربت سقطرى في 2015 و2018 تسببت في تدهور الشعاب المرجانية، واقتلاع نباتات نادرة، وتآكل التربة، في حين تتفاقم الأزمة بسبب الرعي الجائر للماعز، الذي يمنع تجدد الأشجار المعمرة ويضعف الدورة البيئية الطبيعية.

اللبان في مهب الانقراض

أبرز التقرير التهديد الذي يطال أشجار اللبان المتوطنة في سقطرى، والتي تعد من رموز الجزيرة البيئية، مشيراً إلى أن الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة صنف أربعة من أنواعها على أنها “مهددة بالانقراض بدرجة حرجة”، وخمسة أنواع أخرى ضمن فئة “مهددة بالانقراض”.

السياحة بين الحاجة والضغط

رغم التحديات البيئية، تعد السياحة مصدراً مهماً للدخل للسكان المحليين.

غير أن التقرير أشار إلى أن الأنشطة السياحية العشوائية باتت تشكل خطراً متزايداً، رغم وضع السلطات حداً أقصى سنوياً لا يتجاوز 4500 زائر، وحظر إقامة فنادق ضخمة في المناطق البيئية.

ونقل التقرير عن الدليل السياحي عبدالرؤوف الجمحي، أن بعض السائحين يمارسون سلوكيات ضارة مثل إشعال النار قرب الأشجار النادرة، أو ترك النفايات، أو استخدام طائرات مسيّرة تُزعج الطيور.

وفي السياق ذاته، قال الناشط المحلي علي يحيى: إن انتهاك العادات المحلية من خلال صور وسلوكيات مخالفة أثار استياء السكان، في إشارة إلى أن التهديدات لا تقتصر على البيئة فقط، بل تشمل النسيج الثقافي أيضاً.

دعوة لإنقاذ الجزيرة

وفي ختام التقرير، شدد فان دامه على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لحماية الجزيرة، مشيراً إلى أن سقطرى “لا تزال في حالة بيئية تشبه ما كانت عليه غالاباغوس قبل 30 عاماً”، محذراً من تكرار السيناريو نفسه ما لم يتم التدخل العاجل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى