خسائر فادحة تكشف فشل التعتيم: من المختبرات إلى رفوف المتاجر

اليمن الجديد نيوز | تقارير | خاص |
تداعيات القصف الإيراني تتكشف تدريجياً أزمة اقتصادية ومعنوية تعصف بالداخل الإسرائيلي
تتوالى المؤشرات على عمق الأزمة التي تواجهها “إسرائيل” في أعقاب الضربات الإيرانية الأخيرة، والتي امتدت على مدار 12 يوماً، حيث بدأت آثارها تتجاوز الأبعاد العسكرية لتنعكس بوضوح على الأوضاع الاقتصادية والمعنوية في الداخل.
فقد أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية بأن موجة جديدة من ارتفاع أسعار المواد الغذائية دخلت حيز التنفيذ من الأربعاء، في وقت أظهرت فيه نتائج استطلاع للرأي أن 52% من “الإسرائيليين” أقروا بتدهور أوضاعهم المالية خلال العام الماضي، بينما اعترف 25.2% منهم بالاعتماد على دعم من الأهل أو الأصدقاء أو المؤسسات الخيرية لتأمين نفقاتهم الأساسية.
وتعزز هذه الأرقام انطباعاً عاماً بالأزمة، حيث كشفت شركة استطلاع إسرائيلية أن 95.3% من المشاركين يشعرون بارتفاع حاد في تكلفة المعيشة، فيما أشار أكثر من 30% إلى تفكيرهم الجدي بمغادرة الكيان بحثاً عن استقرار اقتصادي.
على الصعيد العلمي، كشف رئيس معهد وايزمان الإسرائيلي عن حجم الدمار الذي لحق بالمؤسسة البحثية جراء القصف الإيراني، موضحاً أن الهجمات الإيرانية أدت إلى تدمير مبنيين بحثيين بالكامل وعشرات المختبرات، بالإضافة إلى تضرر 112 مبنى داخل المعهد.
وقد قدرت الخسائر بنحو 2 مليار شيكل، في حين تتجاوز تكلفة بعض المعدات التالفة – مثل المجاهر المتقدمة – حاجز المليون دولار للمجهر الواحد.
رغم سياسة التعتيم التي انتهجتها تل أبيب في الأيام الأولى للهجمات، إلا أن ما يكشف يوماً بعد يوم يشير إلى واقع بالغ الصعوبة، يطرح تساؤلات حول قدرة الكيان الإسرائيلي على احتواء تداعيات المواجهة الأخيرة، داخلياً وخارجياً.
وتكشف هذه التطورات هشاشة البنية الداخلية لـ”إسرائيل”، التي باتت تعاني من ارتباك اقتصادي وتصدع مؤسساتي لم يعد بالإمكان إنكاره.
ويرى مراقبون أن استمرار الكيان في موقعه الحالي ما كان ليحدث لولا الغطاء السياسي والدعم المالي والعسكري الغربي، الذي يشكل طوق النجاة الوحيد في مواجهة ضربات تهز العمق، وتكشف أن “إسرائيل” بلا هذا الدعم، كيان هش يترنح تحت أول اختبار حقيقي.