هدنة ثلاثية وعقارب التصعيد تشير جنوباً

اليمن الجديد نيوز| تقارير|
رغم إعلان وقف إطلاق النار الثلاثي بين تل أبيب وطهران وواشنطن، إلا أن التهديد القادم من اليمن لا يزال يتصاعد في عيون مراكز الأبحاث الأمنية الإسرائيلية.
ففي تقرير حديث، حذر مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية من أن قوات صنعاء تحولت إلى ساحة استنزاف خطيرة لإسرائيل، خارج حسابات الهدنة، وبعيدة عن تأثير الاتفاقات الإقليمية.
وبعنوان لافت هو “تهديد الحوثيين لإسرائيل يتصاعد رغم وقف إطلاق النار مع إيران”، رصد المركز مؤشرات على أن العمليات اليمنية الأخيرة، خاصة الهجوم الصاروخي نحو جنوب إسرائيل، تكشف عن منطق منفصل في صنعاء، لا يعترف باتفاقيات وقف التصعيد بين الأطراف الكبرى، ويستند إلى رؤية أيديولوجية راسخة للصراع.
ويخلص التقرير إلى أن الرهان الإسرائيلي – والغربي – على انحسار الهجمات من اليمن عقب التفاهمات مع طهران، انهار أمام تصميم صنعاء على المضي قدماً في المواجهة، خصوصاً في ظل استمرار العدوان على غزة.
منفصلون عن طهران.. متصلون بجغرافيا المواجهة
في تحليله لطبيعة التحرك اليمني، يلفت التقرير إلى أن الحوثيين (أنصار الله) لا يقدمون أنفسهم كذراع تنفيذية لطهران، بل كقوة مقاومة مستقلة ضمن محور إقليمي متعدد الاتجاهات.
ويعتبر أن إغلاق البحر الأحمر أمام الملاحة الإسرائيلية، وتهديد ميناء إيلات، لم يتأثرا بأي تفاهمات دولية، بل تصاعدا كجزء من استراتيجية ضغط مستمرة.
وأشار التقرير إلى ما وصفه بـ”الارتباك الاستخباراتي الإسرائيلي في التعامل مع التهديد اليمني”، معتبراً أن صنعاء تشعر بثقة ميدانية، مستفيدة من ضعف بنك الأهداف الإسرائيلي داخل اليمن، وتعقد خيارات الرد الإسرائيلي المحاصر بين جبهات متعددة.
واشنطن قلقة.. وصنعاء خارج السيطرة
وفي ربط لافت بين التقييم الإسرائيلي ونظراء واشنطن، أشار التقرير إلى تصريحات قائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال أليكسوس غرينكويتش، الذي أكد أن “الحوثيين لا يزالون يشكلون تهديداً حقيقياً”، حتى بعد التهدئة مع طهران، ما يعكس، بحسب التقرير، قناعة استخباراتية أمريكية بأن صنعاء باتت لاعباً منفصلاً وخارج السيطرة.
ويحذر التقرير من أن “إسرائيل قد تساق إلى مواجهة غير مرغوبة جنوباً، في توقيت لا تختاره، ومن موقع لا تهيمن عليه”، مشيراً إلى أن ساحة البحر الأحمر والخليج العربي لم تعد حواشي جانبية للنزاع، بل تحولت إلى بؤر ضغط مباشر على إسرائيل.