صنعاء تطارد الرحلات من باب المندب إلى المدرج

اليمن الجديد نيوز| تقارير | خاص |
مع كل صاروخ يطلق من اليمن باتجاه “إسرائيل”، لا تتطاير الشظايا فحسب، بل تتساقط أيضًا حجوزات السفر، وتتقلص مسارات الطيران، وتضطرب حسابات الاقتصاد الإسرائيلي في واحدة من أكثر المواسم السياحية حساسية.
صحيفة “كالكاليست” العبرية كشفت أن الضربة اليمنية التي استهدفت مطار “بن غوريون” الأربعاء الماضي تسببت في إلغاء عشرات الرحلات الجوية، مشيرة إلى أن القطاع يواجه موجة ارتدادية تهدد استقراره بالكامل.
الأرقام التي تم الكشف عنها تعكس تراجعاً في الحجوزات بنسبة 47%، وسط تحذيرات من شلل كامل يلوح في أفق قطاع الطيران الإسرائيلي.
وفي دلالة على حجم الخوف الذي بدأ يتسلل إلى الشركات الأجنبية، نقل موقع “باسبور نيوز” الإسرائيلي المتخصص في أخبار السياحة والطيران، أن شركة الطيران الإيطالية “ITA” قررت تمديد تعليق رحلاتها إلى “إسرائيل” حتى 31 أغسطس، في موقف يترجم حجم القلق الأوروبي من تدهور الوضع الأمني.
المخاوف لا تتوقف عند الطيران الأوروبي، إذ أعلن موقع “ذا ماركر” العبري أن شركة “طيران الهند” هي الأخرى قررت تمديد وقف رحلاتها من وإلى “إسرائيل” حتى نهاية أغسطس، ما يعمق عزلة تل أبيب الجوية مع قارة آسيا أيضاً.
أما صحيفة “غلوبس” الاقتصادية، فكانت أكثر وضوحاً قائلة: معظم شركات الطيران الأجنبية لن تعود إلى مطار بن غوريون هذا الصيف.
التصريح بحد ذاته يحمل وزناً ثقيلاً، لا فقط على صعيد السياحة، بل على صورة “إسرائيل” كوجهة آمنة في المنطقة.
وفي نظرة أشمل، حذر موقع IAS الإسرائيلي، المختص بالسياحة، من تأثير مباشر على خطوط السفر إلى دول الجوار، ونقل عن تقرير لبنك ألفا اليوناني أن نحو 1.3 مليون مقعد على الرحلات الجوية من “إسرائيل” إلى اليونان هذا الصيف في مهب الريح، مما يهدد بعواقب مزدوجة، خسائر اقتصادية وعزلة تدريجية.
الرسالة أبعد من المدرج
الصواريخ اليمنية التي تنطلق من صنعاء ليست فقط أدوات عسكرية، بل رسائل استراتيجية تصيب قلب الحركة الجوية والسياحية في “إسرائيل”.
ومع استمرار التصعيد، تصبح السماء مجالاً آخر تخاض فيه معركة النفوذ والردع – حيث لا تقتصر الخسائر على البنى التحتية، بل تمتد لتطال الثقة والسُمعة والدخل القومي.
في هذا المشهد، تبدو جماعة الحوثيين (أنصار الله) وكأنها تمسك بعصب استراتيجي جديد يتمثل بالمجال الجوي الإسرائيلي، الذي بات مهدداً لا بالصواريخ وحدها، بل بفقدان ثقة شركات الطيران العالمية واستقرار خطوط الملاحة الجوية.