اخبارالاخبار الرئيسيةتقارير وتحليلات

من وراء الكواليس.. أسرار صفقة تمرير أنبوب النفط السعودي عبر المهرة

اليمن الجديد نيوز| تقارير| خاص|

أعاد ناشطون يمنيون خلال الساعات الماضية تسليط الضوء على عرض سعودي قديم قُدم للشيخ علي سالم الحريزي، أحد أبرز الزعماء القبليين والسياسيين في محافظة المهرة، وذلك في إطار نقاش متجدد حول مشروع أنبوب النفط السعودي الذي تسعى الرياض لتمريره عبر الأراضي اليمنية وصولاً إلى بحر العرب.

وبحسب الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي عرضت السلطات السعودية قبل أعوام مبلغ 40 مليون ريال سعودي على الشيخ الحريزي مقابل قبوله بمرور الأنبوب النفطي عبر أراضي المهرة.

غير أن الحريزي، المعروف بموقفه الصلب الرافض للوجود العسكري السعودي في المحافظة، رفض العرض بشكل قاطع، ورد بخطوة رمزية تمثلت في عرضٍ معاكس بقيمة 80 مليون ريال سعودي مقابل انسحاب القوات السعودية من المهرة بشكل نهائي.

“توقيت لافت وتحولات في سوق الطاقة”

عودة الحديث عن هذه الواقعة تأتي في توقيت لافت يشهد فيه سوق الطاقة العالمي تحولات استراتيجية كبيرة، وسط تصاعد التوترات في مضيق هرمز ومساعي الرياض إلى تنويع مسارات تصدير النفط لتقليل اعتمادها على الممرات البحرية التقليدية.

ويعد مشروع الأنبوب عبر المهرة خياراً استراتيجياً يمنح السعودية منفذاً مباشراً إلى بحر العرب، ويعزز قدرتها على المناورة في مواجهة التقلبات الجيوسياسية.

كما يرى محللون أن الاهتمام السعودي المتجدد بالمشروع يأتي في ظل تغيرات ما بعد جائحة كورونا والتوجه العالمي نحو الطاقة النظيفة، ما يدفع الدول المنتجة إلى توسيع خياراتها اللوجستية وتحصين بنيتها التحتية.

“الحريزي: السيادة لا تُشترى”

الشيخ علي سالم الحريزي، الذي يقود لجنة الاعتصام السلمي في المهرة، أكد مراراً أن موقفه الرافض ليس مادياً بل مبدئياً.

وقال في تصريحات سابقة إن تمرير الأنبوب دون موافقة شعبية ورسمية يمثل انتهاكاً للسيادة الوطنية، محذراً من أن المشروع قد يهدد استقرار المهرة التي حافظت على قدر من الهدوء بعيداً عن الصراع المسلح الدائر في مناطق أخرى من اليمن.

“المهرة.. موقع استراتيجي وصراع متجدد على النفوذ”

تتمتع محافظة المهرة بموقع جغرافي بالغ الأهمية، إذ تقع في أقصى شرق اليمن وتطل على بحر العرب وتجاور سلطنة عمان.

هذا الموقع جعلها موضع اهتمام إقليمي متزايد خلال السنوات الأخيرة، مع انتشار قوات سعودية وإماراتية في عدد من المناطق تحت ذرائع أمنية، بينما يعتبرها السكان محاولة للسيطرة على الممرات الحيوية في المحافظة.

“تفاعل واسع وموقف شعبي داعم”

أثار تجدد الحديث عن العرض السعودي تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر ناشطون يمنيون عن دعمهم لموقف الحريزي، معتبرين رفضه تجسيداً لروح الرفض الوطني لأي وصاية أو تدخل خارجي.

كما دعا آخرون إلى تعزيز الحراك السلمي في المهرة والتأكيد على أن أي مشاريع طاقوية أو اقتصادية لا يمكن أن تفرض دون توافق شعبي وسياسي يمني حقيقي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى